محمد سعيد الحارثي

٢٨ مارس-٢٠٢٤

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٢٨ مارس-٢٠٢٤       22110

( ٤ - ٤ ) عَفُوٌّ عَنِ الزَلّاتِ يَقبَلُ عُذرَهُم

محمد الحارثي

قصة كيف (عفى) الرسول عن سهيل بن عمرو وتحوله من الكفر إلى الإسلام حين تنبئ له الرسول بأن يكون وجه مشرق ومضيئ ومفخرة للمسلمين من خلال مادار في حوار الرسول مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ثنايا هذا الموضوع .

من هو سهيل بن عمرو :- 

هو سهيل بن عمرو بن عبدشمس وينتهي نسبه إلى لؤي بن غالب القرشي ويكنى بأبي يزيد وهو من أشراف قريش وأصلب مقاتليها وأشجعهم وخطيبها المفوه وأفصحهم لسانا وأبلغهم بيانا وهو الذي اندبته قريش مفاوضاً الرسول في صلح الحديبية والذي مهد لفتح مكه بعد أن نقضت قريش الصلح وكان فتحامؤزراً للرسول وجيشه: "ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال :" اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل:" لاأعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم" فكتبها علي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو" فقال سهيل :" لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيلا بن عمرو" "وسهيل بن عمرو هو الذي قاتل مع قريش قبل الإسلام في موقعة بدر التي إنتصر فيها المسلمون ووقع في الأسر وبعثت قريش فداء لأسراها حينها قدم مكرز بن حفص بن الأخيف في فداء سهيل بن عمرو، والذي أسره مالك بن الدخشم أخو بني سالم بن عوف فقال في ذلك منشدا أبيات من الشعر يقول فيها:

أسرت سهيلا فلا ابتغي-------
أسيرا به من جميع الأمم

وخندف تعلم أن الفتى-------
فتاها سهيل إذا يظلم

ضربت بذي الشفر حتى انثنى  
وأكرهت نفسي على ذي العلم

ومماورد عن إبن كثير في كتابه "البداية والنهاية": "قال ابن إسحاق: وكان سهيل رجلا أعلم من شفته السفلى.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بني عامر ابن لؤي: أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله ﷺ: دعني أنزع ثنية سهيل بن عمر ويدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا؟
فقال رسول الله ﷺ: «لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا».
قلت: وهذا حديث مرسل بل معضل.
قال ابن إسحاق: وقد بلغني أن رسول الله ﷺ قال لعمر في هذا «إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه».
قلت: وهذا هو المقام الذي قامه سهيل بمكة حين مات رسول الله ﷺ وارتد من ارتد من العرب، ونجم النفاق بالمدينة وغيرها.
فقام بمكة فخطب الناس وثبتهم على الدين الحنيف كما سيأتي في موضعه. "
------------‐----------‐‐--------
المصادر:
كتاب البداية والنهاية لإبن كثير
موقع بوابة السنة النبوية