بفلم - يعن الله  الغامدي

جزيرتنا العربية أساس عمارة الدنيا ونواة كوكب الأرض ومكة المكرمة قبلة الكون من حين بنت الملائكة قواعد البيت الحرام ومن آدم أول نبي عليه السلام إلى محمد آخر رسول عليه السلام مرورا بقوم ثمود وما حدث لأبي الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهم السلام ومن قوم هود جنوباً إلى مملكة الأنباط شمالا امتداداً لطريق التجارة من قبل الإسلام في رحلتين ذكرها كتابنا الكريم وهي حضارات سادت ثم بادت وحق لنا أن نفاخر كيف لا وهي تملك أعمق تاريخ لأعرق دين سطّر منهاجه أعظم إنسان وأصدق لسان سيد الخلق وإمام الحق وإن أغفلها الحاقدون وأهملها الجاهلون واليوم شاهدنا فوق جبال جزيرتنا أسرار من الحضارات واكتشفنا بأن تحت رمالها كنوز من الثقافات بدأت تتضح لنا تدريجياً حتى بات تراث جزيرتنا يكفينا وتاريخها يغنينا تعلمناه من ديننا وعقيدتنا وورثناه من عاداتنا وتقاليدنا بكل مقوماته فأنشأ لنا أنماطاً متكاملة عن فكر ذلك الإنسان منذ ذلك الزمان فأصبح اليوم كخزانة في ذاكرة المجتمع موصلة بين الماضي والحاضر ساهمت في المحافظة على هويتنا وثقافتنا .
صحيح أننا تأخرنا في اكتشافه وتحديد أدواته ولكن المعتز الذي يقف على قدميه خير من المغتر الذي يقف على قدم واحدة ففي منهاجنا عنوان فخرنا وتاريخنا هو عنوان التحدي بكل ما فيهما من مواقع ومقتنيات ونقوش وأدوات ومن خلال تلك المنجزات التي تعكسها اليوم تلك الرؤية لعراب تاريخنا المتجدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع العلم أن مملكتنا ذات مساحة شاسعة في طولها والعرض يصعب استخراج موروثها الضخم في فترة زمنية قصيرة وإن كان الإلمام بإبراز هويتها والاهتمام بدراسة تراثها إحساس يلامس مشاعر وعواطف سكانها بمختلف مناطقها .
والخلاصة ..فلا غرابة إذا ظهرت جمعيات تسعى لإحياء التراث والآثار وحمايته من الاندثار باعتبارة هوية وطنية أولا ومصدراً من مصادر الجذب السياحي ثانيا ويأتي في مقدمة ذلك جمعية سفراء التراث التي يشرف عليها كوكبة عاشقة لهذا المجال فبرزت من ناحية قوتها الإعلامية التي أضحت توثق الفعاليات الميدانية في كثير من المواقع الثرية وفي عدد من المناطق المختلفة مما جعلها تحتل مراكز متقدمة دون غيرها من الجمعيات المنافسة بالرغم من حداثة سنها وقلة مواردها إذ مازال في فكر منسوبي الجمعية طموحات تصطدم بكثير من التحديات في زمن التقنيات وهي ليست بمستحيلة لكي ترسم لنا لوحةً ناطقة لكل جوانب حضارتنا الجاذبة دون ملل أو يأس في مملكتنا الغالية التي تمتلئ تراثاً وحضارة وكما يقولون فربما آخر مفتاح في ميدالية مجموعة مفاتيحك التي بيدك يكون هو المفتاح المطلوب •