النهار
بقلم - عبدالمحسن محمد الحارثي
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تُقاس بالزمن، بل بـ نوعية القرارات.
ولحظة زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ليست حدثاً عابراً، بل لحظة من نوع:
“الزمن الذي تُعاد فيه كتابة قواعد اللعبة".
كما قال نيتشه:
“من لا يملك الإرادة ؛ سيخضع لإرادة غيره".
والسعودية اليوم تُظهر إرادتها واضحة : أن تكون صانعة للمستقبل لا مُتلقّية له.
الذكاء الاصطناعي: السلطة الجديدة
العالم يدخل عصراً تصبح فيه الخوارزمية أقوى من الجيوش، والبيانات أعمق من النفط.
يقول هايدغر:
“التقنية ليست أدوات ، بل طريقة في الكشف".
والمملكة تدخل هذا الكشف من أوسع أبوابه: شراكات، مراكز بيانات، تطوير رقائق، وتوجه استراتيجي لصياغة معايير الذكاء الاصطناعي بدلاً من الاكتفاء باستعماله.
الرقائق المتقدمة: من يملكها يملك العالم
في سباق الرقائق ؛ لا يكفي أن نشتري؛ بل يجب أن نكون جزءاً من سلسلة القوة.
وكما قال هيراقليطس:
“العالم لا يتوقف عن التغيّر، فلا تكن أنت الثابت الوحيد".
السعودية تتحرّك لتصبح محوراً في صناعة المستقبل التقني، لا محطة استهلاك عابرة.
الاستثمارات الكبرى: الرقم لا يهم… البناء هو المهم
600 مليار إلى تريليون ؛ ليست أرقاماً تُقال : إنها هياكل اقتصادية تُشاد.
فالفرص الحقيقية -كما يقول أرسطو -"تظهر حين تجتمع القدرة مع الفعل".
والقدرة موجودة..والفعل جارٍ على الأرض.
هذه ليست فرصاً مصطنعة، بل فرص تعترف بها الحقائق لا العناوين.
القضية الفلسطينية: الحل لا يصنعه الصراع.. بل يصنعه العقل
السعودية تُدرك أن الاستقرار الإقليمي يشبه البناء:
إذا وُضع حجر الأساس على فراغ ؛ انهار كل شيء.
ولذا ؛ تسعى إلى حل حقيقي، لا إدارة أزمة، ولا تدوير وقت.
حلٌ يُعيد للحقوق أهلها، ويعيد للمنطقة توازنها.
كما يقول سبينوزا:
“السلام ليس غياب الحرب… بل حضور العدل".
الأمن الجديد: من الطائرات إلى البيانات
مفاوضات الـ F-35 جزء من رؤية أوسع: إنه عصر تتحوّل فيه الحرب إلى معلومة، والمعركة إلى معادلة.
وكما قال صن تزو منذ قرون:
“أعلى مراتب القوة هي أن تنتصر دون أن تخوض الحرب".
وهذا ما تبنيه المملكة:
قوة تكنولوجية تجعل الأمن نتيجة طبيعية، لا معركة دائمة.
الهيبة: دولة لا ترفع صوتها… بل مقامها
الاستقبال الأميركي الفخم لم يكن بروتوكولاً؛
كان اعترافاً بأن السعودية لم تعد رقماً في المعادلة..بل جزءاً من وضعها.
والهيبة -كما تقول الحكمة -
“لا تُطال باليد… بل تُنال بالمكانة".
الخلاصة الذهبية
في زمن تتسابق فيه الدول على اللحاق بالمستقبل ؛ تختار السعودية أن تكون إحدى الدول التي يُلحَق بها.
الفرص هنا حقيقية ؛ لأنها تقف على ثلاث ركائز:
الرؤية، القوة، والعمل.
وبذلك تثبت المملكة أن:
المستقبل لا ينتمي لمن ينتظره..بل لمن يمتلك شجاعة الذهاب نحوه.