النهار
بقلم ـ محمد نديم الملاح
وسط تحولات كبرى وتحديات غير مسبوقة، تقود المملكة العربية السعودية مسارًا جديدًا للشرق الأوسط والعالم، بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – مهندس الرؤية وصانع التحول.
وقد جاءت زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاؤه بالرئيس دونالد ترمب لتؤكد مجددًا عمق الدور السعودي وتأثيره المتنامي على الساحة العالمية. زيارة لا تقف عند حدود اللقاءات الدبلوماسية، بل تحمل رسائل سياسية واستراتيجية تعيد رسم خريطة العلاقات الدولية انطلاقًا من رؤية سعودية واثقة ومؤثرة.
مسيرة تاريخية منذ التأسيس حتى عهد الملك سلمان
منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز – رحمه الله – تبنت الدولة نهجًا قائمًا على الاستقرار، وتعزيز العلاقات الدولية، ودعم القضايا العربية والإسلامية.
وعلى مدى العقود، عزز ملوك المملكة – رحمهم الله – هذا النهج، كلٌّ وفق رؤيته وتحولات عصره، إلى أن جاء عهد الملك سلمان الذي نقل المملكة إلى مرحلة جديدة من الحضور الدولي الفعال، مع التأكيد والدفاع عن حقوق الشعوب العربية في مختلف المحافل الدولية والنهضة الإعمار والتنمية المستدامة في كافة المجالات
الأمير محمد بن سلمان قائدًا استثنائي، يحمل مشروعًا وطنيًا شاملاً، ويقود تحولًا غير مسبوق في تاريخ المملكة والعالم العربي
انتصر الأمير محمد بن سلمان في مشروع نهضوي يعيد تشكيل مستقبل يليق بالإنسان العربي عبر أجيال قادرة على تحويل الطموح إلى إنجازات ملموسة في كافة المجالات.
رؤية السعودية 2030 لم تكن مجرد خطة تطويرية، بل مشروع دولة حديثة يسعى إلى بناء اقتصاد متنوع ومجتمع معرفي، وتعزيز مكانة المملكة كقوة عالمية.
وقد أثمرت هذه الرؤية عن انطلاق مشاريع كبرى، وتطور في البنية الاقتصادية، واستقطاب للاستثمارات النوعية، إضافة إلى تعزيز دور المملكة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والابتكار.
لقد قدّم الأمير محمد بن سلمان نموذجًا لقيادة شابة توازن بين الجرأة في القرار والحكمة في التخطيط، لتصبح المملكة والعالم العربي نموذجًا عالميًا في التطور السريع والمستدام.
المملكة العربية السعودية… صوت العقلانية واستقرار الشرق الأوسط والعالم
لم تقف المملكة عند حدود التنمية الداخلية، بل حملت على عاتقها دورًا محوريًا في صياغة الحلول الإقليمية، وتخفيف التوترات، ودعم الاستقرار في العالم العربي والدولي.
وقد شملت هذه الجهود:
- دعم المبادرات الدبلوماسية لإنهاء الأزمات في اليمن ولبنان والسودان والعراق وسوريا.
- تعزيز الحوار بين القوى الإقليمية لخفض التصعيد.
- رعاية مبادرات السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك جهود الوساطة السعودية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث لعبت المملكة دورًا فاعلًا في تشجيع الحوار وفتح قنوات تواصل لتخفيف التوترات الدولية.
- تجديد الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعم حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد للسلام العادل.
السعودية نهجًا مستمرًا للحوار والتلاقي، وصوتًا للعقلانية، وجسرًا بين القوى الإقليمية والدولية، وصانعة لمعادلات سياسية جديدة تسهم في بناء شرق أوسط أكثر استقرارًا، وعالم أكثر توازنًا.
دبلوماسية سعودية فاعلة على الساحة الدولية
تتقدم المملكة اليوم الصفوف في ملفات سياسية واقتصادية وإنسانية على المستوى العالمي، من خلال:
- شراكات اقتصادية واسعة مع الولايات المتحدة والصين وأوروبا وآسيا.
- مبادرات رائدة في المناخ مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر".
- أدوار فعّالة في مجموعة العشرين والأسواق العالمية للطاقة.
جهود وساطة وحوار تدعم الأمن الدولي، بما في ذلك مبادرات السلام العالمية مثل دعم وقف النزاعات الكبرى وخلق مسارات دبلوماسية لحل النزاعات بين القوى العظمى.
هذا الحضور الدولي يعكس عمق الفكر الاستراتيجي وقوة شخصية الأمير محمد بن سلمان، ودور المملكة وثقلها السياسي، ويؤكد أن الرياض باتت رقمًا صعبًا في المعادلات العالمية.
زيارة استراتيجية… رؤية متجددة وطموح مستقبلي
إن زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة ليست محطة عابرة، بل خطوة استراتيجية تنسجم مع توجهات المملكة نحو بناء شراكات أكثر عمقًا، وتعزيز مكانتها كقوة عالمية مؤثرة.
إنها زيارة تحمل رؤية سياسية واستراتيجية واقتصادية وإنسانية وعدالة حقيقية على كافة الأصعدة رؤية متجددة، وثقة راسخة، وطموحًا عربيًا مزدهر يليق بالإنسان والإنسانية وبمستقبل المنطقة .
من هذا المنطلق، جاء تأكيد الرئيس دونالد ترامب أن تحالف الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية تحالفٌ استراتيجي خارج نطاق حلف شمال الأطلسي، بما يبرز المكانة الرفيعة للمملكة ولسموّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، ويُرسي مسارًا جديدًا في معادلات الشرق.
بشموخه العربي الخليجي، يواصل الأمير محمد بن سلمان خطواته بثقة وثبات، صانعًا مجدًا يرتكز على الوحدة والإنجاز
نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مستندة إلى إرث تاريخي عريق، ورؤية حديثة، ودور عالمي يتسع يومًا بعد يوم.
"نعم، إنها زيارة تاريخية فارقة بكل المقاييس، تحمل في طياتها بوادر التغيير والتحولات الكبرى التي قد تعيد رسم المشهد بشكل لم يسبق له مثيل."