أحمد سليمان النجار 

١١:١٧ ص-٢٨ يناير-٢٠٢٤

الكاتب : أحمد سليمان النجار 
التاريخ: ١١:١٧ ص-٢٨ يناير-٢٠٢٤       24805

سِرُ البطريق ( 6Ws ) 

نقلاً عن بعض المصادر **, أن الفيلسوف المشهور ابن رشد , قبل أن يتفرغ للفلسفة , كان عاشقاً للرحلات البحرية , وذات رحلة , جنحت به سفينته نحو مايُعرف اليوم بالقطب الشمالي المتجمد , في منطقة يقال لها ( ريق ) , وشاهد كائناً  غريباً , فظنه بداية من فصيلة البط التي شاهدها سابقاً في رحلاته ,  فسماه (بط ريق ) وهو بذلك أول من سمى ( البطريق ) بهذا الاسم ..!!

ولأنه مُرهف الحس فقد أحزنه كثيراً هذا الكائن , فلا هو طائر ولا سمك , ولامن الزواحف , ولايجيد المشي ولا الطيران , وهو - وللأسف - موجود في قائمة طعام كل المفترسين في منطقته , وثالثة الأثافي أن زوجته قد تخلت عن دورها وأسندت إليه العناية بالبيض وبالصغار بعد خروجهم من البيض .., وهو على الرغم من ذلك يمشي متمايلاً غير مكترث ..!!

ثم بعد أن عاد من رحلته هذه , تزوج , وبعد الزواج قرر – فعلاً - أن يتفرغ تماماً للفلسفة ..!!

ولنترك ابن رشد وبطاريقه الآن , ولنتحدث عن خلط كثير من الناس بين العمل الجماعي وبين العمل كفريق , صحيح أن النوعين يندرجان تحت العمل التعاوني , إلا أن الفرق الدقيق بين الاثنين :
هو أن الفريق عبارة عن مجموعة يقومون بأداء عمل ما بشكل تعاوني , إلا أنهم جميعاً يخضعون لنظام مُلزم يُحاسب المقصر ويراقب أداء الجميع , وبذلك يكون عملهم إلزامياً وليس اختيارياً , أما العمل الجماعي فهي مجموعة قررت أداء مهمة ما بشكل تعاوني , ويمكن لأي شخص أن ينسحب أو يتقاعس دون أن يكون هناك نظام يحاسبه على ذلك .. , وبذلك يكون عملهم اختيارياً وليس إلزامياً ..
ومن هنا كان الثناء على العمل الجماعي , مثل حديث ابن عباس - رضي الله عنه وأرضاه -  والذي يرويه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم :
( يد الله مع الجماعة ) 
وغير ذلك كثير ..

ولأني صاحب ثلاث تجارب في العمل الجماعي  ، قررت تحويل طاقة الفشل إلى طاقة فلسفية فكان هذا المقال ..

( أحد هذه التجارب كان فشله استثنائياً , فقد كان عبارة عن مجموعة تحمل اسم ( رونق الحياة ) كانت تضم أروع وأفضل مجموعة عرفتها في حياتي ❤️ , ولكن جاءت ( كورونا ) وتعطل كل شيء ولله الأمر ..) 

وأيضاً كما تركنا ابن رشد وبطاريقه , فلنترك الحديث عن الفرق بين العمل الجماعي والعمل كفريق , ولنتحدث قليلاً عن قاعدة ( 5Ws  ) وهي
‏ ( what, when, where, why, who ) ( ماذا , متى , أين , لماذا , مَن ) , والتي دائماً نقول لكل متخذ قرار ولو كان بسيطاً ،  لاتتقدم خطوة مالم تكن لديك إجابة واضحة كاملة عن كل سؤال من هذه الأسئلة الخمسة ..
ولأن العمل كفريق يخضع لنظام فيه متابعة ومراقبة ومحاسبة ,  ليس مهماً مثل العمل الجماعي الاختياري ..
فلذلك  - وبناء على تجاربي السابقة – قررت إضافة ( W )  سادسة للعمل الجماعي وهي ( with who ) أي مع من تعمل ؟

وهي تشير إلى حُسن اختيار المجموعة , وأنهم لابد أن يجمعهم شغف حقيقي , وصدق حاجة, وأهداف واحدة , ورغبة قوية للقيام بالعمل تدفعهم للبذل والعطاء والالتزام الذاتي , مع غياب النظام الرقابي الخاص بالفريق ..

وبالتأكيد لن ينجح أي عمل تعاوني ( جماعي أو فريق ) مالم يكن على رأسه قائد مناسب لأداء هذه المهمة ومؤهلٌ لها ..

ولنعد الآن إلى البطاريق , ففي المشهد المُرفق بالمقال , فيلماً كرتونياً عن التعاون بين البطاريق في مقاومة هجوم الحوت القاتل عليهم , ونلحظ في المقطع التخيلي العاملينِ  الذينِ تحدثت عنهما , وهما :
صدق الحاجة والهدف الواحد والرغبة القوية , وأيضاً القائد الذي قاد كل ذلك نحو نجاح المهمة  ..!!
وهذا ياسادة سر البطريق ..!!

📀المشهد :

https://x.com/3h_live/status/1751374073538515072?s=46


📖** المصادر 
معلومة ابن رشد وتسمية البطريق , لمن يرغب في التأكد منها , أن يسأل العم سعيد والعم سعد -  الله يرحمهم ويغفر لهم -  وسأوردها - بإذن الله -  في موسوعتي الجديدة (كيسيات ) ، علماً بأن البطاريق تتواجد في القطب الجنوبي وليس الشمالي ..😁

💡من أفضل الكتب في العمل ضمن فريق هو كتاب :
قيادة فريق العمل
حلول من الخبراء لتحديات يومية
اختر أعضاء الفريق- كلمهم عن الأهداف - وضح لهم الأدوار - ابن الثقة ..
من مطبوعات كليه ( هارفرد ) لإدارة الأعمال ..

أحمد سليمان النجار