النهار

٠٣:٣٥ م-٢٧ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٣٥ م-٢٧ سبتمبر-٢٠٢٥       3025

بقلم - علي المالكي

في 21 يونيو 2017، أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تعيين الأمير  محمد بن سلمان  ولياً للعهد حفظهما الله للمملكة العربية السعودية، في خطوة أحدثت تحولاً جذريًا في مسار البلاد.
منذ ذلك الحين أصبح الأمير محمد بن سلمان، المهندس الرئيسي وعراب "رؤية 2030" التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وتعزيز المجتمع النابض بالحياة والاقتصاد الثري والأمة الطموحة.
بعد مرور أكثر من ثماني سنوات يبرز سجل الإنجازات كدليل على الطموح والإصرار، رغم التحديات العالمية مثل جائحة كورونا والتوترات الجيوسياسية.

بدايات التحول.. إطلاق رؤية 2030

بدأت رحلة الأمير  محمد بن سلمان  كولي للعهد بتعزيز رؤية 2030 التي أطلقها في أبريل 2016، لكن توليه المنصب في 2017 أعطاها دفعة قوية تهدف إلى ثلاثة أعمدة رئيسية: مجتمع نابض بالحياة يتيح للمواطنين تحقيق طموحاتهم، اقتصاد مزدهر يعتمد على الابتكار والاستثمار، وأمة طموحة تعزز الكفاءة الحكومية.
ومنذُ ذلك الحين، حققت المملكة تقدمًا كبيرًا في جميع المجالات، حيث أصبحت المملكة في 2024 واحدة من الدول الرائدة في الطاقة المتجددة، مع مشاريع عملاقة مثل مدينة نيوم والقدية وغيرها.
في الجانب الاقتصادي، نجحت الرؤية في زيادة الإيرادات غير النفطية بشكل كبير، حيث بلغت نسبة النمو غير النفطي أكثر من 4% سنويًا في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تحول الاقتصاد السعودي وجعله أكثر مرونة أمام تقلبات أسعار النفط، كما أدت الإصلاحات إلى جذب استثمارات أجنبية تجاوزت مئات المليارات من الدولارات، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والسياحة.

الإنجازات الاجتماعية.. من الإصلاحات إلى التمكين

شهدت المملكة تحت قيادة الأمير  محمد بن سلمان  تغييرات اجتماعية جذرية، بدءًا من رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات في يونيو 2018، الذي أصبح رمزًا لتمكين المرأة في المجتمع السعودي، تلت ذلك إصلاحات أخرى مثل فتح دور السينما لأول مرة منذُ عقود، وتنظيم فعاليات ترفيهية عالمية مثل مهرجانات الموسيقى والرياضة، مما أدى إلى إنشاء هيئة الترفيه العامة التي ساهمت في جذب ملايين الزوار سنويًا.
في 2025 يستمر التقدم مع افتتاح المرحلة الأولى من مشروع بوليفارد الرياض الرياضي، الذي يشمل وجهات رياضية وترفيهية متنوعة مثل وادي حنيفة، مما يعزز من جودة الحياة للمواطنين.
كما حققت المملكة تقدمًا في التعليم والصحة، مع زيادة معدلات التسجيل في الجامعات وزيادة الاستثمار في البحث العلمي، مما جعل السعودية مركزًا إقليميًا للابتكار.

الإنجازات الاقتصادية والتنمية.. نحو اقتصاد بدون نفط

من أبرز الإنجازات، مشروع البحر الأحمر السياحي الذي أعلن عنه في 2017، والذي يهدف إلى تحويل الساحل الغربي السعودي إلى وجهة سياحية عالمية، مع توقعات بإنشاء آلاف الوظائف بحلول 2030، كذلك مدينة نيوم، المدينة الذكية التي تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، شهدت تقدمًا سريعًا مع بدء العمل في خطوط السكك الحديدية والمطارات الجديدة.
في مجال الطاقة، أصبحت السعودية من الدول المتقدمة في الطاقة الشمسية والرياح، مع مشاريع مثل سكاكا ودومة الجندل التي ساهمت في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وفقاً لتقارير 2024، حققت الرؤية 87% من أهدافها المرحلية، رغم بعض التأخيرات الناتجة عن التحديات العالمية، مما يعكس الالتزام بالشفافية والمساءلة.

السياسة الخارجية الدبلوماسية.. دور عالمي متزايد

لم تقتصر إنجازات الأمير  محمد بن سلمان  على الداخل، بل امتدت إلى الساحة الدولية. في 2020، ترأست السعودية مجموعة العشرين (G20)، مما عزز من مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.
كما ساهمت في اتفاقيات سلام إقليمية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.
في 2025، يستمر التركيز على الاستقرار الإقليمي، مع تقدم في المفاوضات اليمنية وتعزيز الشراكات الاقتصادية في آسيا وأوروبا، التعاون الدفاعي الاستراتيجي بين السعودية وباكستان، كرس الأمير  محمد بن سلمان  جهوده في اعتراف أكثر من 142 دولة بدولة فلسطين وحل الدولتين.

التحديات والمستقبل.. نحو 2030 وما بعدها

رغم الإنجازات، رسم الأمير  محمد بن سلمان  خريطة طريق واضحة لمستقبل مزدهر، حيث أصبحت السعودية نموذجًا للتحول في الشرق الأوسط.
تمثل السنوات الثماني الماضية عهدًا من الإصلاحات الجريئة والإنجازات الملموسة، تحت قيادة ولي العهد الذي أعاد تشكيل وجه المملكة. مع استمرار التقدم في 2025، تظل "رؤية 2030" واعدة بغد أفضل للأجيال القادمة.
حفظ الله صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير  محمد بن سلمان  ومتعه بالصحة والعافية وأمد في عمره وكلل الله خطواته بالخير والنماء.