النهار

٠١:٣٠ ص-٢٧ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٣٠ ص-٢٧ سبتمبر-٢٠٢٥       1760

بقلم - د. صالح السلمي

تمثل  الذكرى الوطنية  في المملكة العربية السعودية أكثر من مجرد مناسبة سنوية للاحتفال؛ فهي أداة فعالة لتعزيز الانتماء الوطني وغرس قيم المواطنة في نفوس الأجيال الجديدة، وتلعب  المؤسسات التعليمية  دورًا محوريًا في هذا السياق، إذ تتحول المدارس والجامعات إلى منصات حية لتجسيد التاريخ الوطني والهوية السعودية، عبر برامج ومشاريع تعليمية ترتبط باليوم الوطني، ويوم التأسيس، ويوم العلم.
ولعله من المهم أن تعمل  المؤسسات التعليمية  على نقل الذاكرة الإيجابية للوطن إلى الطلاب، ليس عبر سرد الأحداث التاريخية فحسب، بل من خلال الأنشطة التفاعلية، والمسابقات، والمبادرات التي تشجع الطلاب على البحث والاستكشاف، وفهم الجذور التاريخية لوطنهم، ولا شك أن هذا النهج يعزز وعي الطلاب بالتضحيات التي قدمها المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله – يرحمهم الله – في توحيد المملكة، ويعرفهم بالمكتسبات الوطنية التي تحققت على مر العقود.
ومن المهم أيضاً أن تسهم المدارس والجامعات في بناء روح الجماعة والانتماء المشترك، عبر فعاليات تجمع الطلاب حول الرموز الوطنية، وتغرس قيم الوحدة، والوفاء، والتضامن؛ فالمعلمون والأكاديميون لا يقتصر دورهم على التدريس، بل يتجاوزونه ليكونوا موجهين في بناء الوعي التاريخي لدى الطلاب، ومساعدين لهم على تطوير نقد إيجابي للتاريخ الوطني، والتمييز بين الأحداث المجيدة والتحديات التي واجهها الوطن.
علاوة على ذلك يجب أن تعمل  المؤسسات التعليمية  على دمج  الذكرى الوطنية  في المناهج الدراسية، وإقامة معارض وورش عمل تربط بين التاريخ والتراث الثقافي _ مادياً وغير مادي _ لتصبح  الذكرى الوطنية  تجربة تعليمية متكاملة تُعزز الروابط بين الأجيال وبين الماضي والحاضر.
إن الدمج بين الاحتفال بالذكرى الوطنية والمؤسسات التعليمية يعكس رؤية المملكة في تطوير الوعي الوطني بشكل مستدام، ويجعل من كل مناسبة وطنية فرصة لتكريس القيم السعودية الأصيلة، وتعزيز روح الانتماء والفخر في نفوس الطلاب، بحيث يتحول الاحتفال إلى ممارسة ثقافية وتربوية تثري المجتمع بأسره.