محمد سعيد الحارثي

٢٥ يناير-٢٠٢٤

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٢٥ يناير-٢٠٢٤       31405

الإتكيت عند العرب قديما في حياتهم وفي أشعارهم 

محمد سعيد الحارثي

فن الإتيكيت مصطلح فرنسي "Étiquette" اوما يسمى عند العرب فن اللياقه الإجتماعية او الذوق في الأداب الشخصية من حُسن الحديث وحُسن التعامل مع الأخرين حين يحترم الشخص نفسه ومن معه وهو فن فيه رقي وكان هذا الفن الراقي عند المجتمعات الأوروبية بصفة خاصة والغرب عامة هو بمثابة بطاقة الدخول للمجتمع الراقي ونجد أن العرب سبقوهم بهذا الفن بأصول متبعه وأن يكون سلوكه منضبط وأن لايقع في الزلل لمجاراة من هم حوله وهذا شاعر يعلمنا أداب المجالس في هذه الأبيات:

جليسٌ لي أخا ثقةٍ
كأن حديثه خبره

يَسُرُّكَ حسنُ ظاهرهِ
وتحمد منه مختصره 

ويستر عيب صاحبه 
ويستر أنّه ستره

وكانت العرب قديماً تكره فضول الكلام وكما قيل "بترك الفضول تكتمل العقول" وهذا الشافعي يرى أن من أدب الحديث على المتحدث يجمله في هذين البيتين البليغين وتعتبر شيئ مهم في إتيكيت المجالس حين قال:

لاخير  في  حشو  الكلا 
م إذا اهتديت إلى عيونه

والصمتُ أجملُ بالفتى
من منطقٍ في غير حينه

وقال شاعر اخر في ذات السياق في هذا البيت: 

إذا حُدِّثوا لم يخش سوءُ استماعهم
وإن  حَدَّثوا  أدَّوا  بحسن  بيان 

وكان لهذا الفن طرائق متعددة وهي كيف يكون  للحديث طريقة وللجلوس في المجالس طريقة؟ وكيف تكون طريقة الأكل؟ وهذا كان موجود عند عرب الجاهلية وأتى الإسلام وعزز هذا الفن . والإتيكيت هو فن عربي قديم كما قلنا ويتضح هذا من خلال بيت لأحد الشعراء الجاهليين وهو الشاعر ثابت بن أواس الأزدي والذي إشتهر بلقب الشَّنْفَرَى وهو من صعاليك العرب والصعاليك معروف عنهم هم من يتمردون على قانون القبيلة ولكن لديهم أداب في طريقة الأكل وأنشد الشنفري بيتاُ من الشعر في هذا السياق يقول فيه:

وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن ………. 
بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل !

والمعنى من هذا البيت أنه يرى من الوجاهة وعلو الهمة عنده أن يتريّث وأن لايتعجل في أن يكون أوّل من يمدّ يده إلى الزاد حتى  لايوصف بالنهم والجشع