محمد سعيد الحارثي

٢٩ ديسمبر-٢٠٢٣

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٢٩ ديسمبر-٢٠٢٣       25575

العرب والشعر والمنجز

محمد سعيد الحارثي

لا أحد يختلف على أن أكبر منجز في تاريخ العرب هو الشعر أو بما يسمى ديوان العرب وهذا المنجز ليس في تاريخ العرب فقط بل على مستوى تاريخ الآداب العالمية لتأثيره على حركة الشعر الأجنبي فإذا أخذنا مثال ومقياس على هذه الصفة فنجد أن الشعر العربي له تأثيره الواضح على الشعر الإسباني والذي يظهر في شعر شاعر أسبانيا الكبير "فيديريكو غارثيا لوركا" نتيجة تأثر الشعر الإسباني بفترة حكم العرب لبلاد الأندلس وكان يعد النقاد بأن الشعر العربي كان يعيش في أزهى عصوره في فترة العصر العباسي والعصر الأندلسي هو إمتداد له ويتضح هذا التأثر في شعر لوركا واضح من الشعر العربي وخصوصا الأندلسي وهو العميق بالثقافة العربية نتيجة إهتمامه بها ويبدو بأن قصيدتة "أغان غجرية" يتضح لنا من خلالها مدى تأثر شاعر إسبانيا لوركا بالبيئة الأندلسية وحركة الأدب والشعر فيها وخصوصا حين إقتبس المعنى لشطر بيت أبوتمام الشاعر العباسي الذي يقول: "لا أنت أنت ولا الديار ديار" ليوظفه في نص من قصيدتة والتي تقول : لكن أنا لم أعد أنا ولا منزلي هو منزلي" العبارتان الأخيرتان: " لكن أنا لم أعد أنا - ولا منزلي هو منزلي" (Per yo ya no soy yo, ni mi casa es ya mi casa)  تتكرران مجدداً بعد عدة أبيات. ويرى الباحثان ميغويل أنخيل فاسكيز وروبرت ج. هافارد أن هذا المقطع ما هو إلا اقتباس للشطر الأول من بيت أبي تمام "لا أنت أنت ولا الديار ديار". ولاشك بأن العرب الأوائل الفاتحين لأقطار ماوراء بلدانهم العربية حملو معهم على ظهور خيولهم الشعر والأدب الرفيع وكان له تأثيره القوي على الأداب الأخرى  وبما أن الإحتفائية بالشعر العربي 2023 أوشكت على نهايتها والتي قامت وزارة الثقافة مشكورة بتخصيص هذا العام للشعر العربي وهو إحياء وتذكير بأن نواة هذا الشعر الجميل من الجزيرة العربية من نجد للحجاز ولتهامة وهذه الأقاليم هي تعتبر نشأة الشعر العربي بدءا من العصر الجاهلي  والتي إنطلق منها أقوى شعر عرفته الأمم وهذا الوطن الشامخ المملكة العربية السعودية يحق لنا أن نفخر بأنها موطن الشعر والشعراء ونفخر أيضاً بأنها موطن أمرؤ القيس وطرفه بن العبد والأعشى والخنساء وليلى الأخيلية وعنترة بن شداد والعشاق أصحاب الشعر العفيف الجميل قيس وليلى وكثير عزه وجميل بثينة