محمد سعيد الحارثي

٠٧ سبتمبر-٢٠٢٣

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٠٧ سبتمبر-٢٠٢٣       33770

(1 - 2 ) الرحيل الحزين لشاعر الرافدين

محمد سعيد الحارثي

الشاعر كريم العراقي هو ذلك الشاعر الذي نبت من أرض العراق تلك الأرض الخصبة بالشعراء منذ ازهى العصور في تاريخ العرب وهو العصر العباسي وكانت بغداد قبلة للعلوم والأدب والشعر وبيت الحكمة هو أحد منتجات العرب الرائدة التي يفاخرون بها وبغداد هي عاصمة الخلافة العباسية وهي التي تتوجه إليها القوافل والركبان من كل مكان وبغداد هي التي برز فيها شعراء مميزين ومنهم أعظم شاعر عرفته العرب هو ابو الطيب المتنبي وابو العتاهيه وابو الحسن التهامي وابوعلاء المعري والبحتري وبشار إبن برد وابو فراس الحمداني وأبوتمام ومازالت هذه الأرض خصبة وسخية بعطائها بظهور شعراء كبار منها وبزغ فيها شعراء معاصرين منهم الشاعر الراحل الكبير الجواهري الذي مشى على خطى ذلك العصر الذهبي للشعراء الأوائل وهم كذلك شعراء العراق الأخرين ولكن هنا يبرز لنا لمعان شاعر نجد لشعره نكهة تميزه عن مجايليه حيث ينحت القافية كما ينحت النحات تمثال جميل فنجده برع في كل أغراض الشعر وأبدع ولكن عندما يمر الشاعر بمعاناة أليمة وشديدة مع المرض نجد بوحه الوجداني يفيض بألم المشاعر التي بداخله وكريم العراقي مر بأزمة صحية قاسية من خلال صراعه مع مرض السرطان قبيل الثلاث السنوات ولكنه كان صبورا ومحتسبا وتلقاها بروح قوية وبتفاؤل وتفاعل مع النفس مع هذا المرض لكي يكسره ويهزمه فعندما كان يرقد على فراش المرض نظم العديد من القصائد الرائعة وكأنه لم ينظم أجمل منها من قبل ولو أن طغت عليها مسحت الحزن والألم وكأنه يستلهم تجربة من إبن موطنه المتنبي الشاعر العظيم حين نظم قصيدته وهو على فراش المرض عندما أصيب بالحمى والتي تعارف على إسمها بالحمى والتي يقول في مطلعها:                                      

وَزَائِرَتي  كَأنّ  بهَا  حَيَاءً
فَلَيسَ تَزُورُ إلاّ في الظّلام ِ 

فعودا على بدء لشاعرنا الكبير فنظم عدة قصائد وليست واحدة  والتي كان لها صدى كبير عند المتلقي العربي وكأنه يداوي ويضمد جراحة وألامه بالشعر

يتبع------