جيلان النهاري

١٠:١٥ ص-٢٤ يونيو-٢٠٢٤

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ١٠:١٥ ص-٢٤ يونيو-٢٠٢٤       18810

كتب - جيلان النهاري  

يولد المرء وهو على سجيته التي يبدأ بها مراحل حياته العمرية في مواجهة مايطرأ عليها من أحداث، وكيفية التعامل معها مابين مساعدته الخارجية عبر والديه ومن يرعونه من الكبار أثناء طفولته ليكتسب المهارات التي تمكن قدرته في المستقبل ما قد يحل عليه من مواقف وأحداث يستطيع التحكم أو عدم التحكم بإدارتها بشكل يرضيه نفسيا وعقليا، فيتعرض لعدة من المشاعر حسب إيجابية أو سلبية النتائج التي يحصل عليها عند نهاية كل مواجهة تصرف معها حسب مكتسباته الحياتية.

 

 الإرهاصات الحياتية التي تحدث في حياة كل إنسان هي من المسلمات الواقعية التي لا يمكن توقعها قبل حدوثها أو التعرض لها، ولكن تبقى هي التحديات المقدرة في بناء وتجهيز هذا الإنسان لمواجهة الصعاب والتغلب عليها عبر سنواته العمرية ليكون مستعدا لمواجهة الجديد منها من خلال تراكم خبراته المكتسبة من سابقاتها.

 

الفشل في تجاوز الإرهاصات قد تحبط وقد تقوي القدرة الإيمانية لدى المرء، فإما يخسر ثقته وإيمانه بإمكانياته الشخصية، أو أنها تقوي إيمانه بما تحققت له من خبرات لتجاوز هذه الإرهاصات والتعود في مواجهتها بكل قناعة أن لا يوجد هناك نجاح دائم أو إنتصار دائم يمكنه من التفوق عليها جميعا، وأن الحياة متقلبة في عيشها بين فرح وحزن، وجميل وقبيح، وسعادة وتعاسة، ونجاح وفشل، كأحداث يواجهها بين تلك المتناقضات في تلك المشاعر المذكورة التي قد يعيشها طيلة حياته.

 

فالعوامل الإيمانية هي القاعدة الرئيسية في أن يجد المرء نفسه متمكنا من تحقيق السعادة الداخلية في قرارة نفسه، وتكون هذه العوامل محققة في:

■ الإيمان بأن هناك ربٌّ خلقه في هذه الدنيا ليتعلم منها أن كل عمل يقوم به هو لتحقيق أمان الحياة له ولمن حوله والمحيط الذي يعيش به، ويعمل على هذا بكل قناعة.

■ الإيمان بقدراته الإيجابية المكتسبة في حياته، والثقة في نفسه المؤمنة والرضا بالأقدار المكتوبة عليه التي يتعرض لها من خيرها وشرها، والقبول بمآلاتها بكل يقين أنها في العاقبة خير له في معاشه ومماته ويوم حسابه.

■ الإيمان بأن حياته كلها قائمة في دار إختبار، ويقنع أن كل مافي هذه الدار هو الربح له من تحقيق ما يحسنه، وتصحيح ما أساءه من قول أو فعل أو عمل أو ظن حتى يخرج من تلك الإختبارات محققا لنفسه الشعور الآمن المطمئن الذي يرجوه لتحقيق ما يسعده.

 

فالنجاحات المبنية على النهم والجشع أو الغش والالتفاف على القواعد الإيمانية الأساسية تحقق سعادة وقتية، وخسارته المؤكدة في نهاية أعماله الملتوية، مما تحرم المرء لذتها في عاقبته.

 

☆ فهل لنا أن نتوخى الحذر من نتائج هذا السعي نحو السعادة الوقتية التي تغيب فيها العوامل الإيمانية؟.