فاطمة الأحمد
الكاتبة: فاطمة الأحمد
أيها العابر... كيف حالك؟
كيف تمضي بك الأيام؟ وكيف يحمل قلبك كل هذا الصمت؟
هل أثقلت قلبك الأحلام المؤجلة أم أنك تعيش متخففًا من عبء الغد الذي لا يعرفك؟
أيها العابر...
تمرّ أمامي كطيف، كنسيم خفيف يلامس الروح دون أن يترك أثرًا واضحًا.
لكني أراك... أرى في عينيك أشياء لا تقولها.
أرى في خطواتك حكايات تسير بك ولا تنطق.
كم من الكلمات عالقة في صدرك؟ كم من المشاعر قيدت جناحيها؟
أيها العابر...
هل تعرف أن مرورك ليس عاديًا؟
أن وجودك، وإن بدا عابرًا، يحمل أثرًا في قلوب تراك دون أن تدري؟
كم من العابرين تركوا خلفهم ظلالًا ممتدة في أرواح الآخرين دون قصد؟
وأنت، هل تركت ظلًا؟ أم تراك تخشى أن تُرى؟
أيها العابر...
أعرف أن الحياة ليست سهلة.
لكنني أرجوك، لا تدع الأيام تسرق منك بريقك.
لا تدع الزحام يخفي ملامحك.
كن كما أنت، خفيفًا، شفافًا، لكن حاضرًا.
أما عني... فأنا أكتب لك لأنني أراك.
أكتب لك لأنني أعرف أن العابرين ليسوا مجرد وجوه وأسماء،
بل أرواح تتقاطع في لحظات قصيرة،
ثم تترك شعورًا يبقى طويلًا...