

بقلم - عبد السلام القراي
بسبب الحرب ازدياد معدلات :ا لهروب المُر ( النفسنة ) الزهايمر!!
لا ينكر إلا مكابر أن اندلاع الحرب بالاضافة لتفاقم الأزمة الاقتصادية التي خنقت البلاد والعباد امتد تأثيرها على الجوانب النفسية حيث ارتفعت معدلات ( النفسنة ) إلى أعلى المستويات.
الدليل على ذلك ازدياد حالات (التوهان) والزهايمر المُبكر والإصابة بالأمراض النفسية وعلى رأسها إنتشار حالات ( الهروب المُر ) وتحديداً هروب الأزواج بسبب فشلهم في الإيفاء بمستلزمات الأُسرة !!.
الإضافة لإرتفاع معدلات الطلاق في المجتمع السوداني والسبب المُباشر للأسف هو الضائقة المعيشية والمحصلة ( تفريق ) شمل الأُسرة لتبدأ الرحلة الأصعب للمُطلقات وتحديداً فيما يتعلق بتوفير أهم متطلبات الحياة للأبناء. والذي لا شك فيه أن المُطلقات يتعرضن لإمتحانات صعبة نسبة النجاح فيها ضئيلة.
والمحظوظات من المُطلقات أن تكون أُسرهن ميسورات الحال الأمر الذي يُعيِن المطلقات للعبور بسلام !!.
ونفس الحال ينطبق على الأرامل .. الذي أود قوله ونسبة لأن الجهات المختصة في الحكومات المتعاقبة ( وزارة الرعاية الاجتماعية ) لا تقوم بواجيها كاملاً تجاه هذه الشرائح ستظل معضلة المطلقات والأرامل مستمرة والخوف من أن يقعن أي المُطلقات والأرامل في المحظور بحجة أن ( المعايش صعبة ) والمتشائمون يقولون ( ما خلاص الفأس وقع في الرأس ) بالمقابل ازدادت معدلات ( الإحباط ) عند أغلب السودانيين ليدخلوا غصباً عنهم في دوامة التفكير الذي يُوجِع رؤوسهم ويفقع مرارتهم .. للأسف يدرك هؤلاء أن محصلة تفكيرهم ( السراب ) حيث أن إنفراج أزمات غالبية المواطنين مرتبط بإنفراج الأزمة الاقتصادية التي لم تبارح مكانها في ظل الفشل الذريع لحكومة الشركاء (العسكر والحركات المسلحة ) والخطورة الحقيقية هي دخول المواطنين في مرحلة ( الهلوسة ) والنفسنة والذي ( يتمالك ) نفسه يدخل في دوامة ( أحلام اليقظة ) أي بمعنى يدخل المواطن الغلبان في حالة من التفكير الدائم يتمنى أي المواطن من خلال هذه الأحلام المزعجة أن ينصلح حاله ... النتيجة أن محمد أحمد المغلوب على أمره يجد نفسه يضرب أخماس في أسداس ليشعر بشئ من الراحة والسبب أن بعض أحلامه ( تتراءى ) أمامه لكن سرعان ما يعود للواقع المرير المُحبط ليكتشف أنه يعيش في الأوهام !!
للأسف المنطق السائد في ظل الفشل الواضح لحكومة الشركاء أفرز ثقافة تقول ( أنا ومن بعدي الطوفان ) في إشارة واضحة لإرتفاع معدلات ( الأنانية ) في المجتمع السوداني ! واصبح للأسف ( الضمان الاجتماعي ) في الحكومة لا يفي بالغرض ... وبعض الإشراقات التي تقوم بها المنظمات الخيرية تعتبر نقطة في بحر الحلول
عليه من الطبيعي أن تزداد معاناة الأغلبية الصامتة والنتيجة ازدياد حالات الهلوسة والنفسنة والزهايمر المبكر !!! صاحب الفضفضة تخطّى مرحلة ( قول الرووووب ) ليدخل مرحلة الهلوسة حيث التفكير بصوت مسموع أو بالأحرى أصبح ( يُكلِم نفسه ) لذا اصبح يُفضفض عبر يراعه المُحبط مٌعبِراً عن معاناة الشعب السوداني من خلال كلمات أقلّ ما يُقال عنها أنها مليئة بالخوف من المستقبل من المجهول في ظل أنظمة حاكمة ما زالت ( تترنح ) وتتخبط لا تعرف من أين تبدأ !! ومحصلة المبادرات ( المئة ) ما زالت صفرية !!
ما دام العيش الكريم مرتبط ( بتعافي ) الاقتصاد الكلي للبلاد وهذا التعافي المزعوم في ظل الضعف والعجز الواضحين لحكومة الشركاء اصبح بعيد المنال .. وحتى التدابير الاقتصادية الإسعافية فشلت حكومة الشركاء فيها من الطبيعي أن يشطب السودانيين من قاموسهم ( التفاؤل ) ليبقى ( التشاؤم ) والإحباط سيدا الموقف
والتفاصيل كما يراها المختصون في مجالي علم النفس والإجتماع ( خطيرة ) والمحصلة أصبح المجتمع السوداني يأكل ( بعضه ) أي بمعنى القوي يأكل الضعيف وحكومة الشركاء تتفرج !! ولا نملك إلا أن نقول لك الله يا وطن الغلابة والمهمشين المحرومين من أبسط حقوقهم في العيش الكريم.. دمتم سالمين.

