

أحمد صالح حلبي
شهدت مكة المكرمة خلال السنوات القلائل الماضية تنفيذ مشاريع تطوير للأحياء القديمة بهدف تحسين البنية التحتية ورفع جودة الحياة ، وتطوير الطرق ، وتحسين الخدمات الأساسية ، وتوفير مساكن جيدة لقاصدي المسجد الحرام من حجاج ومعتمرين ، ولعبت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة دورا بارزا في تحسين البنية التحتية ، وإعادة تنظيم الأحياء العشوائية .
ورغم عمليات الهدم والإزالة لعدد من المباني القديمة وانتقال سكانها إلى أحياء حديثة بمكة المكرمة ، أو الانتقال للسكن بمدن أخرى ، إلا أن علاقات الاتصال والتواصل بينهم ظلت قائمة ، وحرصوا على إقامة احتفالات سنوية يلتقون خلالها ومنهم سكان أحياء أجياد ، والمسفلة ، والشامية ، والشبيكة ، والشعب وغيرهم .
وفي احتفاء سكان حي الشبيكة أحد أحياء مكة المكرمة القديمة والقريب من المسجد الحرام حفلهم السنوي لهذا العام صدر كتاب ( حارة الشبيكة ) والذي جاء في أكثر من ثلاثمائة وخمسون صفحة من الحجم المتوسط .
وأوضح رئيس مجلس حارة الشبيكة الدكتور زهير حسين غنيم ، في مقدمته أن " الكتاب يحكي ويروي ما كان في هذه الحارة العريقة ... إحدى حارات مكة القديمة وأشهرها وأكبرها ، يذكر سكانها وشوارعها ومعالمها ، وحدودها وآثارها والدكاكين والمهن التي كانوا يزاولونها في ذلك الوقت " .
ووزع الكتاب إلى عدة فصول حيث تناول الفصل الأول : تعريف بحارة الشبيكة ، حدودها وقيمتها التاريخية ، حارة الشبيكة قبل مشروع التطوير ، السوق الصغير ، زقاق البرسيم وزقاق المغاربة ، عقارات السوق الصغير وأنشطته .
فيما تضمن الفصل الثاني : عوائل الشبيكة ، زقاق الصوغ ، شارع الواجهة ، زقاق الأزهر ، زقاق الحفرة ، زقاق الفلاح ، زقاق الشرباصي ، زقاق المساوى ، زقاق القهوة ، ممشى باب العمرة ، زقاق الخطيب ، زقاق الجنائز ، جبل هندي ، برحة هلال ، جبل عمر ، الأحواش .
أما الفصل الثالث فتناول معالم من حارة الشبيكة ، وتضمنت مقبرة الشبيكة ( الأحلاف ) ، الأربطة ، الحمام التركي ، البازانات ، الآبار ، حنفية باب العمرة ، المساجد ، الإدارات الحكومية ، مطبعة مصحف مكة المكرمة .
وخصص الفصل الرابع للحديث عن الأنشطة التجارية والمهنية ، وتضمنت الحرف والمهن ، أصحاب الدكاكين والعلاقات الإنسانية ، محلات بيع اللحوم ، محلات بيع الدجاج والبيض ، محلات بيع الفواكه ، محلات بيع الخضار والبقوليات والحبوب ، محلات بيع الحلويات والأجبان والمخللات ، محلات بيع الألبان والحليب ، الفرانة ، محلات بيع السمك ، محلات بيع السمن والزيوت ، محلات بيع التمور ، وحدات البيع .
أما المهن والحرف فتضمنت : النجارة ن الخراطة الخشبية ، العطارة ، المزين ، بائعي ومصلحي الشيش ، تلميع الأواني النحاسية ، الخياطة ، محلات بيع الأقمشة ، التنجيد ، محلات بيع الذهب ن محلات بيع المجوهرات ، محلات بيع الزجاج ، بائع الجرائد ، محلات بيع السبح ، محلات بيع الجراك ، محلات بيع الكتب ، محلات الصرافة ، محلات بيع الأبازير ، محلات بيع العصاير والسوبيا ، محلات بيع المكسرات والحلويات ، الباعة المتجولين ، معلمي البناء موزع الكيروسين وأنابيب الغاز .
وتضمن الفصل الخامس الاكلات الشعبية ، الطباخين ، المطاعم ومحلات بيع الوجبات ، الأكلات التي تعد في المنازل ، أطباق الحلى .
وخصص الفصل السادس للحديث عن التعليم فتناول الحديث عن كتاب الشيخ محمد أمين المآحي ، مدرسة الفلاح ، المدرسة الفيصلية الابتدائية ، مدرسة الشيخ محمد طاهر الخالدي ، المدرسة المليبارية ، مدرسة النجاح الليلية ، كلية المعلمين ، مدرسة خالد بن الوليد .
وتحدث الفصل السابع عن شخصيات من حارة الشبيكة ، فيما تناول الفصل الثامن عمد حارة الشبيكة ، وتطرق الفصل التاسع لخدمة المسجد الحرام ، أما الفصل العاشر فتناول نماذج من أبناء حارة الشبيكة ، وتحدث الفصل الحادي عشر عن الفنون والطرب ، فيما خصص الفصل الثاني عشر للحديث عن الحياة الاجتماعية ، وتضمن الفصل الثالث عشر الألعاب الشعبية .
أما الفصل الرابع عشر فتناول الحديث عن حارة الشبيكة بعد مشاريع التطوير ، وخصص الفصل الخامس عشر للحديث عن حفل المعايدة السنوي ، وتناول الفصل السادس عشر الحديث عن الأموات من سكان الحي الذين تركوا اثرا في قلوب الكثيرين .
وأختتم الكتاب بكلمة للجنة إعداده أوضحت دور المشاريع التطويرية في توفير الخدمات للحجاج والمعتمرين وتحسين جودة الحياة ، مشيرين إلى اعتمادهم في إعداد الكتاب على مصادر مختلفة شملت مراجع علمية ، واجتماعية ، وزيارات ولقاءات مع أبناء الحي.

