

محمد السويعي
الاحتيال الإلكتروني في ظل الأزمات الإنسانية: كيف نحمي أنفسنا؟
بقلم:محمد السويعي
في العالم الرقمي الذي نعيش فيه، أصبحت الجرائم الإلكترونية واقعًا لا يمكن تجاهله. من بين هذه الجرائم، يعدُّ الاحتيال الإلكتروني من أساليب الهندسة الاجتماعية الشائعة التي يستخدمها المحتالون الرقميون.
استغلال الأزمات الإنسانية:
في ظلِّ الأزمات الإنسانية، سواء كانت حروبًا أو كوارث طبيعية، قد يستغل المحتالون فضولَ الناس لمتابعة الأحداث الإخبارية أو تعاطفَهم مع المتضرّرين. وبذلك، يقومون بنشر رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية احتيالية تحتوي على روابط أو ملفات مُرفقة ضارة لتحقيق أغراضهم الخبيثة. قد تبدو هذه الروابط كأنها تؤدي إلى مواقع إخبارية موثوقة أو منصات خيرية رسمية لجمع التبرعات المالية، ولكن في الحقيقة تُوجِه المستخدم إلى مواقع مُزيفة تم تصميمها للحصول على معلومات شخصية حساسة أو تثبيت برامج خبيثة على الأجهزة أو لجمع التبرعات المالية بطرق غير مشروعة. من المؤسف أن تكون الحالات الإنسانية مثلما يحدث في غزة هذه الأيام واحدةً من الحالات التي يمكن أن يستغلها المحتالون في تنفيذ مآربهم الخبيثة.
مكائد المحتالين:
وكما ذكرت، غالبًا ما يستغل المحتالون مبدأ الفضول لدى الناس لمتابعة الأخبار، مما يجعل الكثيرين في الوقوع في فخ الروابط الخبيثة. وأيضًا يُستغَل مبدأ العطف والتراحم لدى الناس لدعم الأسر المتضرّرة، وذلك عبر إنشاء مواقع مُزيفة لجمع التبرعات المالية والترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأحيانًا، يطلب المحتالون دعمًا ماليًّا عبر شراء مواد طبية أو غذائية من مواقع مُزيفة تم إعدادها خصيصًا لهذا الغرض، وتقدم خيارات دفع متعددة، سواء عبر البطاقات البنكية أو العملات المشفرة.
إجراءات الوقاية:
للحماية من هذه الأساليب الاحتيالية، يجب توخي الحذر وعدم الثقة في الروابط التي تأتي عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية أو المعلومات البنكية مع أحد. وفي حال الرغبة في المساهمة بالدعم المالي، يجب أن يتم ذلك عبر استخدام القنوات الرسمية لجمع التبرعات التي أنشأتها الدولة حمايةً لنا ولأموالنا وضمان إيصال التبرعات لمستحقيها.
دائمًا، يمكن للوعي الرقمي والحذر أن يوفرا حماية فعالة ضد هذه المحاولات الاحتيالية من خلال استغلال الأزمات الإنسانية.

