النهار

٠١:٢١ ص-٢٦ مارس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٢١ ص-٢٦ مارس-٢٠٢٥       16720

بقلم: د. نجوى الكحلوت 

ما إن يهلّ هلال رمضان حتى نشعر بنفحة إيمانية تسري في أرواحنا، تتغلل في أعماقنا، وكأن الوقت نفسه يأخذ طابعًا مختلفًا، أهدأ وأقرب إلى السكينة. لكن، بالكاد نلتقط أنفاسنا ونستعد للشهر الكريم، حتى نجد الأيام تتسابق، وتمضي الليالي سريعًا كأنها لحظات عابرة.

رمضان، تمهّل! لا تسرع بنا قبل أن نرتوي من روحانياتك، قبل أن نُكمل تلاوتنا، قبل أن نستزيد من الدعاء وتُغمر قلوبنا بالمغفرة. كيف تمضي بنا بهذه السرعة ونحن بالكاد بدأنا نستشعر لذتك ونعيش أجواءك المميزة!

في زحام الحياة وانشغالاتها، نُفاجأ بأن الشهر يقترب من نهايته ونحن ما زلنا نلهث خلف أعمالنا، ونحاول تحقيق ما تمنيناه في بدايته. نسأل أنفسنا: هل أدركنا معاني الصيام كما ينبغي؟ هل تلذذنا بصلاة التراويح؟ هل استثمرنا لحظات السحور والإفطار بالدعاء الصادق؟

رمضان، تمهّل! فلا نريدك أن تغادر قبل أن نغسل أرواحنا من أثقالها، قبل أن نشعر أننا خرجنا منك ونحن إلى الله أقرب، أنقى قلبًا، وأخف ذنبًا. نريد فرصة أخرى لنمحو تقصيرنا، لنضاعف أعمالنا، لنشعر أن قلوبنا امتلأت بالنور والإيمان.

لكل من يشعر أن الشهر يمضي سريعًا، لا يزال هناك وقت، لا يزال هناك مجال لنلحق بالركب. فالعبرة ليست بعدد الأيام التي مرت، بل باللحظة التي نوقن فيها أن الباب ما زال مفتوحًا، وأن العودة إلى الله لا تحتاج إلا إلى نية صادقة وخطوة جادة.

رمضان، تمهّل! لكن إن كنت مصرًّا على الرحيل، فامنحنا خيرك وبركتك، وكن شاهدًا لنا لا علينا، وودّعنا ونحن في حالٍ أفضل مما جئتنا عليه.