النهار

٢٦ فبراير-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٦ فبراير-٢٠٢٥       13915

بقلم: د. نجوى الكحلوت 

خطت مراسيم الفرح نقوشها ابتهاجًا باقتراب شهر رمضان المبارك، وبدأت ملامح الأُنس والسرور ترتسم على وجوه المسلمين في كل مكان، وبملء الشوق تتحول الأيام التي تسبقه إلى احتفالية مليئة بالبهجة والاستعدادات الخاصة. فهو شهر الصيام والعبادة، وموسم تجدد الأرواح، وتتآلف القلوب، وفيه تنبض البيوت بدفء الإيمان والمحبة. 

وببهجة تغمر الفؤاد ينطلق المسلمون بالاستعداد، حيث تعج الأسواق بالمتسوقين الذين يبحثون عن أجود أنواع التمور، والمواد الغذائية الخاصة بالمائدة الرمضانية. وتنتشر الفوانيس والزينة في الشوارع والمنازل، لترسم لوحة جمالية تعكس روح الشهر الفضيل، وفي العديد من الدول الإسلامية تُقام عادات متوارثة تعبيرًا عن الفرحة بقدوم رمضان، مثل تزيين الأحياء بالفوانيس والأضواء، وإقامة حلقات الذكر والدروس الدينية، بالإضافة إلى طقوس اجتماعية تجمع الأهل والأحباب على مائدة عامرة بالخير.

أما الأطفال فتجدهم يستعدون له بطريقتهم الخاصة، بالسؤال عن كيفية الصيام، أجره، وفوائده، وعن التوفيق بينه وبين الدراسة بمشاعر يغلفها الإيمان والرغبة في منافسة الكبار في تلاوة القرآن وتوزيع وجبات الإفطار، ويتسابقون في تعليق الزينة، ويشاركون في تحضير الفوانيس الورقية، ورغم كل هذه المظاهر الاحتفالية، تبقى الفرحة الكبرى في استقبال رمضان بالقلب وتعاهده بتجديد النِّية، وصدق التوبة، والاستعداد للعبادة. فهو شهر الرحمة والمغفرة، شهر يحيي في النفوس معاني الصبر، التكافل، والتقرب إلى الله.

رمضان شهر القرآن وما أدراك ما القرآن؟ غياث القلوب وسقياها، دستورها، مهذبها وسائقها إلى الجنان، ومع كل عام، تعود مراسيم الفرح لتؤكد أن رمضان ليس فقط صيامًا عن الطعام، بل هو عيدٌ للقلوب، وفرصة لتجديد الإيمان، واحتضان القيم النبيلة والأجور العظيمة التي تجعل من هذا الشهر أعظم شهور السنة، وفرصة لاستثمار العمر بالعمل الصالح.