منى يوسف حمدان الغامدي

٠٤:١٧ م-١١ سبتمبر-٢٠٢٤

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٤:١٧ م-١١ سبتمبر-٢٠٢٤       18535

بقلم الكاتبة | منى يوسف الغامدي

من العاصمة الرياض بتنظيم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بمشاركة أكثر من 450 متحدثا وحضور نخبة من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية لصناع السياسات الاقتصادية وقادة الفكر والمختصين في الذكاء الاصطناعي من 100  دولة يشاركون في أكثر من 150 جلسة وورشة عمل ، في مقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات . هذه القمة العالمية تؤكد الريادة التي حققتها المملكة العربية السعودية في هذا المجال وقدرتها على استقطاب المختصين والنخبة من كل أنحاء العالم لتكون الرياض وجهتهم والتي تؤكد بأن رؤيتنا واضحة بقيادة الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد  وهي الوقود الذي يمدنا بالطاقة والقوة والإصرار على تحقيق المستهدفات التي وضعت بمنهجية علمية قائمة على استثمار كل نقاط القوة ومن أهمها الاستثمار في عقول شباب هذا الوطن ، وهذه القيادة الملهمة المتمثلة في عرّابها حفظه الله جعلت المملكة اليوم في مصاف دول الابتكار في الذكاء الاصطناعي، ومن خلال (سدايا )التي تحظى بدعم كبير من سموه الكريم استطاعت ان تحقق نجاحات متتالية واضحة وجلية للعيان للارتقاء لتكون لنا الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وها هو سقف الطموح يعلو ليكون حدود الذكاء الاصطناعي من أجل خير البشرية والبحث في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يعد ثورة في الابداع والابتكار والتعاون والذي تسبب صعوده في طفرة بالمعلومات، والتزييف العميق. كما شكلت المعلومات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي معضلة أخلاقية يجب علينا التصدي لها وجها لوجه وهذا ما تحرص عليه السعودية لتكون أنموذجا يحتذى به في تعزيز الجوانب الأخلاقية والقيمية العالية.
إننا نعيش عصرا تتحقق فيه معايير التنافس العالمي على المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي مما يشكل تحديا حقيقيا ومعقدا مما يتوجب على صناع القرار التغلب عليه والعمل على استقطاب المواهب للحفاظ على التنمية الرقمية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الدولي.
(سدايا ) منذ عام 2019 نظمت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الأولى ليكون لها موقعا استراتيجيا على الخارطة الدولية ولها كلمتها عالميا حيث عقدت جلسة تشاورية لإنشاء هيئة استشارية للذكاء الاصطناعي تابعا للأمم المتحدة . كما استضافت إحدى أكبر مشاورات حوكمة الذكاء الاصطناعي للأمم المتحدة في مدينة الرياض بمشاركة أكثر من 50 دولة ، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو تم تشكيل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي العالمية واعترافها في المؤتمر بالمركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي تحت رعايتها ضمن الفئة الثانية كمركز دولي مقره الرياض مما يؤكد ريادة المملكة في تعزيز اخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمة لرئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله الغامدي استعرض وبكل فخر واعتزاز سعودي عدد من المشروعات والابتكارات التي عملت عليها سدايا ومنها: نموذج (علاّم )، وهو نموذج لغوي عربي كبير رائد تم تطويره بفخر في المملكة ، وكذلك ابتكار (صوتك) الذي تم الكشف عنه في النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي ، وهو الأداة الأدق في تحويل الكلام إلى نص باللغة العربية ويغطي 15 لهجة عربية، وقد تم استخدام هذا التطبيق في جلسات المحكمة الافتراضية من قبل وزارة العدل وتم تدوين الآلاف الساعات من خلاله والذي مكّن الوزارة لتكون بين القادة العالميين في الأنظمة القضائية .
كما ساهمت سدايا في توظيف استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية واحداث ثورة في هذا القطاع لمواجهة التحديات الطبية الحرجة مثل: اعتلال الشبكية السكري، كما ساعدت في تقديم حل قائم على الذكاء الاصطناعي بمسمى( عيناي ) الذي أسهم في التشخيص المبكر ل( 846 )مريضا محتملا في آخر 12 شهرا.
ولمزيد من التألق والريادة في هذا المجال التزمت -سدايا -برعاية المواهب المحلية والعالمية في مجال الذكاء الاصطناعي فنظمت أكبر أولمبياد وطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي شارك فيه أكثر من 570 ألف طالب وطالبة في المملكة واليوم تستضيف المملكة أول أولمبياد دولي للذكاء الاصطناعي بمشاركة أكثر من 25 دولة يتنافسون الآن في الرياض.
ومن لغة الأرقام التي توثق في سجلات الإنجازات الوطنية في هذا العصر السعودي بأن بناء القدرات الوطنية يواصل مسيرته المتميزة وتم تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 50% في القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في سدايا، كما انها وصلت للعالمية في جهودها الإنسانية من خلال مبادرة تم اطلاقها في النسخة الثانية تم من خلالها صقل مهارات نساء من 28دولة.
السعودية اليوم ترسم خارطة طريق لتمكين المجتمع من خلال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، لتحقيق الإنتاجية للناس وتحقيق الازدهار من خلال المبتكرين المحليين والاقليميين والعالميين.
الحوسبة السحابية بدأت عام 2006م انطلق الابتكار فيها حتى عام 2013م ونجحت في الانتقال من صناعة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار إلى سوق واسع تتجاوز قيمة النصف تريليون دولار.
ونحن بحاجة اليوم لمواجهة ثلاث تحديات رئيسة في مجال الذكاء الاصطناعي وهي: الأجهزة وكفاءة الطاقة، والتخزين والذاكرة  ، والثالث يتعلق بالنماذج حتى لا يحدث الخلط بين المعلومات الحقيقية والخاطئة .
هذه المؤتمرات العالمية التي تستقطبها الرياض تعد وجهة حضارية علمية فكرية ترتقي بالعقول وتسهم في نقل الصورة المشرقة عن المملكة اليوم التي تستثمر في العقول ولتكون الريادة حقيقية بهذا المحتوى الرقمي وصناعة المستقبل المشرق للعالم ووفق مؤشرات الأداء التي ترصد تؤكد للعالم حقيقة العزيمة السعودية في تحقيق مستهدفات الرؤية في كل المجالات وفق الخطط التي وضعها قائد حكيم يعي جيدا حجم الإمكانات المتاحة ويعرف كيف يستثمرها ويوظفها لمصلحة الوطن ، شكرا ولي العهد معك وبك نحقق أحلامنا التي أصبحت حقيقة يشهدها العالم ويرصدها بلغة رقمية  تجعل العالم يقف احتراما وتقديرا لهذا المنجز السعودي