منى يوسف حمدان الغامدي

٠٥:١٤ م-٢١ نوفمبر-٢٠٢٤

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٥:١٤ م-٢١ نوفمبر-٢٠٢٤       25850

بقلم| منى يوسف الغامدي

في أجواء مدنيّة تأخذك للزمن الجميل في رحاب المدينة النبوية تتألق السيدة المدنية (فاديا زيدان) لتبدع في وضع بصمتها المتميزة في عالم يليق بها فهي ابنة المدينة البارة التي أحبت ثرى هذه المدينة المباركة وأرادت أن تحكي قصة العشق الأبدي للمدينة وتراثها وإرثها الحضاري والتاريخي والاجتماعي الذي يتميز في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية لأهل المدينة .
كنت على يقين وقبل أن أصل إلى مقر مشروعها الاستثنائي (طُعمة) مطعم ليس كغيره إنه يحيي في نفوسنا تفاصيل جميلة عشناها في بيوتنا القديمة برواشينها وسجادها وكراسيها وكرويتها وجلسات الاستقبال للضيوف وما يعرف بالمراتب والشراشف الناصعة البياض وتلك الصحون المزخرفة بعناقيد العنب وثمار الفاكهة التي تحاكي المزارع وما يعرف باللهجة المدنية الدارجة( البلدان) والتي كانت تزين موائدنا في كل بيت مدني.
إحياء التراث في حاضرنا البهي حرفة تستحق الإشادة بها في زمن الرؤية الوطنية المباركة حيث عنيت وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث وبتوجيهات القيادة الحكيمة من أجل هذا الأمر الذي يميزنا كمجتمع سعودي نسابق الزمن في تحقيق المنجزات الحضارية المتتابعة ولكننا نتمسك بتاريخنا ونباهي به الأمم ونستقبل كل الثقافات من مختلف دول العالم نحييهم بتحيتنا المتعارف عليها بيننا في المدينة ( أنستونا ونورتونا وعلى بيتنا نور) ونحن هنا نقول على طعمة نور بل هلت أنوار المدينة القديمة لتعانق المدينة اليوم ، نعم مفردة طعمة متداولة قديما في المجتمع المدني حيث يطعم الجار جاره والصديق صديقه من طعام أهل البيت في كرم متعارف عليه بين أبناء المدينة.
عند المدخل يقابلك منتجات حرفية صنعت بأنامل سيدات وفتيات المدينة في محاكاة لسوق المدينة القديم ووثقت ابنة المدينة ملابس الأفراح المدنية في كتابها التوثيقي ( النصّاصة ) بإبداع وأناقة فريدة من نوعها ويستحق الإقتناء بل التكريم من قبل الجهات المختصة بحفظ التراث .
شكرا( ليندا زيدان أو فاديا زيدان) كلا الاسمين لامرأة واحدة حفرت إسمها بمداد من نور في الذاكرة المدنيّة منذ زمن وأنت تحققين منجزات للمرأة وتعملين ليل نهار من أجل هذا اليوم الذي تحقق فيه الحلم ليصبح واقعا يحكي قصة النجاح لامرأة عرفت غايتها وهدفها في الحياة وأصرت بإيمان عميق على أن تمضي قدماَ نحو تحقيقه، لست وحدك الفخورة بهذا الإنجاز بل كل من عرفك عن قرب واستشعر معك هذه الفرحة وأنا أولهم ، ما أجمل أن تقترن حياتك بالناجحين الحالمين المبدعين الذين يؤمنون بأن لحظة الفرح قريبة مهما طال بعدها ستأتي بأمر الله . رأيت في عينيك بريقا أحبه منذ أول مرة التقينا في رحاب الجامعة الإسلامية في ذلك اليوم المشهود في حياتي بعد محاضرة سمو الأمير خالد الفيصل حيث التقت الأرواح ومرت السنين ليكتب لي القدر معك قصة نجاح تكريم المرأة المدينة في احتفالية بدعم الأمارة ورعاية حرم سمو أمير المنطقة ووثقنا سيرة مئة امرأة مدنية من عهد الكتانيب إلى عهد التمكين في كتاب بعنوان ( تمكين المرأة المدية برؤية ملكية – المرأة المدنيّة أنموذجاَ). كنت شريكة ذلك النجاح وهذا الإنجاز للمرأة السعودية في عهد الملك سلمان حفظه الله وبقيادة عراب الرؤية سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان .
وها هي صديقتي وأختي ورفيقة دربي على العهد باقية في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تسطر في سجلات الوطن .
باسم كل النساء في المملكة العربية السعودية أقول لك ما أسعدنا بهمتك وبتميز عطائك، ولن تستطيع كلماتي مهما كانت بلاغتها أن ترسم هذا الجمال الفريد من نوعه والمتمثل في كل تفاصيل المكان حتى في الزي الذي ترتديه الفتيات ويمثل زي نساء المدينة التاريخي أم الديكورات والفوانيس والطعام المميز بنكهة يعرفها عشاق المدينة وزوارها ويستشعرون بركة المكان وروعة الزمان وطيب الصحبة وحسن الاستقبال وبشاشة الوجه والابتسامة الصادقة وحسن المعشر الذي عرف عن أهل المدينة .
بوركت همة ابنة المدينة البارة فاديا( ليندا) زيدان وبارك الله لها وعليها وزادها تألقا وإبداعا َ وعطاءاَ وتميزاَ يليق بابنة الوطن استودعتك عند الله الذي لا تضيع ودائعه يا رمز الإبداع والتميز في العطاء