

أحمد سليمان النجار
علموا أولادكم التفاهة و ( الهياط ) وركوب ( الترند ) ..!!
قال حكيم* :
اس اس السلام عليكم , طب اس اس السلام عليكم ...🫡
⚠️أيها الكرام , ستلحظون هذه الأيام أعراضاً غريبةً على أولادكم وبناتكم , ومن هذه الأعراض :
ازدياد ( الفزعة ) والشهامة والمبادرة عندهم , فهم مستعدون -وعلى غير العادة- للقيام بأي عمل تطلبونه -أو لاتطلبونه منهم - مهما كان شاقاً ومُرهقاً وغير مُحبب لأنفسهم , وكذلك , ستلحظون اهتمامهم الكبير بكل شيء - حتى نشرة الأخبار - وكثير من الأعراض المختلفة والغريبة ..!!
أرجوكم لاتشعروا بالقلق , فهذه أعراض مؤقتة ستزول بمجرد انتهاء فترة الاختبارات , فكثير من الأبناء عنده استعداد أن يُساعد في بناء برج سكني , ويتابع أخبار جزيرة ( جست روم إناف ) , والقيام بأي عمل ( إلا المُذاكرة ) ..!!
وفي هذا المقال لن أتحدث عن أسباب عدم حب الطلاب والطالبات للدراسة وعدم رغبتهم فيها , والاختبارات جزء من الدراسة ( أحلف ؟ ) , فلقد ( مُردِغَتْ ) بحثاً , وإن كان عندي بعض الأسباب التي أراها - من منظور شخصي - مُتهمةً في بعض حالات هذا الأمر , ومنها مثلاً :
🔘-اكتئاب الأطفال والمراهقين , والذي بدأتُ أظن أن كثيراً من هاتين الفئتين - ولأسباب كثيرة - مصابون به , ومن آثار هذا الاكتئاب : عدم الرغبة في الدراسة وتدني مستوى التحصيل بشكل عام , وللزميلين ( كارول فيتزباتريك وجون شاري ) ( زميلين ياهامل ؟!..)* كتاب رائع حول هذا الأمر , وهو كتاب : التغلب على اكتئاب المراهقين ..
🔘أما السبب الثاني , هو سبب قديم حديث , ولكنه بات هذه الفترة طاغياً للغاية ومؤثراً جداً , بسبب تقاطع وسائل التواصل الاجتماعي تقاطعاً حاداً للغاية مع كل تفاصيل حياتنا ..!!
وهذا السبب هو عدم رؤية الأبناء جدوى للتعليم في تحقيق أحلامهم , في الوقت الذي يستطيعون تحقيقها وأكثر بكثير - هكذا يظنون - عبر اتباع خُطى ماينتشر في وسائل التواصل , من حصول ( نَكرةٍ ) ما على المجد والشهرة والمكانة وفوق كل ذلك المال الوفير , فقط لأنه نَجِحَ في الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ..!!
فلماذا يُرهق نفسه بحفظ قوانين ( أبو تفاحة 🍎 ) نيوتن المُعقدة , وهو يستطيع تحقيق نتائج أفضل مع ( معسل أبو تفاحتين ) ، ومحتوى مطابق للمقاييس المُسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي ؟!!
وهم - واللهِ -محقون في ذلك , فهم يرون محتوى مصور , لايكلف شيئاً , قد ينقله نقلة نوعية لايحلم بها من أفنى عمره في الدراسة والتحصيل والجد ..!!
🟥وليست هنا خطورة الأمر , ولكن خطورته في نظري فيما يلي :
لايهمني إيمان صغار السن والمراهقين بهذا الأمر , بقدر اهتمامي بان لايؤمن بها من يتولى تربية الأبناء - أياً كان موقعه وصفته - بذلك ..!
فهم - الكبار - سيعملون - بحسب إيمانهم - على توجيه أبنائهم نحو هذا السلوك ودفعهم إليه دفعاً , إما بشكل موجه ومقصود , رغبة في صالحهم ومنفعتهم , أو دون شعور منهم , عندما يمارسون هم هذا العمل من أجل أنفسهم ,فيتأثر بهم أبناؤهم سلباً , ونُخرج جيلاً فارغاً مُشوهاً هشاً , والأبشع من ذلك أنه قوي قوة فقاعة الصابون البراقة الجوفاء المؤقتة ..!!
🔘ولتوضيح الصورة أكثر , فسأحصر المقاييس المطلوبة في وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق ذلك في ثلاثة صور :
-التفاهة
-الهياط
-التواجد تحت الضوء المُركز والمُسمى بـ (الهاشتاق أو الترند )
📍ولنبدأ في التفاهة , فالتفاهة قديمة قدم الإنسان نفسه ، فرجل الكهف ، ترك التفكير في أفكار تحسن حياته , و( شبط ) في قطعة حديد ومكث يحفر صورة غزال على الصخور ..!! 😁 , ومن الملاحظ أن المحتوى الذي يجد رواجاً بين الناس - في الغالب - هو الأكثر تفاهة بكل المقاييس ..!!
📌وهنا ينشأ سؤال :
هل هناك من يقف خلف ذلك ؟!!
أعني هل هناك جهة ما ، تقود الذوق العالمي العام نحو التفاهة ؟ وتجعل التفاهة هي الحصان الأسود في سباق الشهرة والانتشار والنجاح على وسائل التواصل ؟
حقيقة لاأحب الغوص في نظرية المؤامرة , ولكنها الحقيقة : نعم هناك من يفعل ذلك ..!!
تشير أصابع الاتهام إلى جهات كثيرة وعديدة , ولكني أشارك زميلي (آلان دونو) ( هم من يتلصقون بي، وإلا فأنا لا زميلهم ولاأعرفهم ..!! ) فيما ذهب إليه في كتابه الرائع :
نظام التفاهة ..
فهو يتهم النزعة الرأسمالية ذات الطابع الاستهلاكي المادي، التي حوَّلت البشر إلى آلات تكدّ لصالح طبقة من الناس تستحوذ على السوق وعلى مناحي الحياة كافة، وهدفها هو تحقيق هيمنة اقتصادية متسارعة، دون حملها أي قيمة إنسانية أو فكرية أو كفاءة تمنحها أن تكون بهذا الموقع سوى امتلاكها المال...!!
وهم في سبيل تحقيق ذلك - وتحقيق أهداف كثيرة مختلفة - يحرصون على صناعة مشاهير لاوزن لهم ولاقيمة ولامكانة , فيلتقطون من حاوية النفايات الإنسانية -عذراً على اللفظ ،ولكنهم هم من يراهم كذلك - من يجعلون منه مشهوراً , يملكون قيادته والتحكم به وتوجيهه كيفما أرادوا , لأن المشهور عبر صعوده السلم الطبيعي للشهرة والتعب والكد , لن يستطيعوا فعل ذلك معه , وقد يكون مصدر إزعاج لهم في حال خالف توجههم وأهدافهم , وفي حال انتهاء المصنوع مهمته المؤقتة يتم رميه ثانية في نفس الحاوية التي أحضروه منها ..!!
ومن أجل تمرير هدفهم , فهم يحرصون على إظهار هذا المشهور وهو يتمتع بكل أنواع الثراء المبالغ فيه للغاية , من ملابس ومسكن وسيارات فارهة وطائرات خاصة , بل ويدفعون بعضهم دفعاً نحو الظهور في مقاطع وهو يعبث بالمال ويلقي بـ ( الدولارات ) يمنةً ويسرة ..!!
والمشهور يعلم أن هذا كله مصنوع وليس حقيقي , وأنه رداء مُعار ألبسوه إياه , ثم سينزعُ عنه لاحقاً ويعود عارياً ، مادياً ومعنوياً ..!!
ولكن عندما يشاهد صغير السن - أو كبير السن صغير العقل - ذلك , فهو سيربط كل هذا النعيم المُزيف بالمحتوى التافه الذي أنتجه هذا المشهور , ويسعى - بالتالي - لتقليده ..!!
⭕️وهنا أود التنبيه على نقطة هامة تتعلق بالكبار :
لاتحكم على أمرٍ ما بأنه تافه لأنه فقط لم يعجب ذائقتك , فذلك أمر نسبي يختلف من شخص لآخر , كما أننا لابُد أن نتذكر أن نسبة من التفاهة والتافهين ستكون موجودةً لامحالة ، فالتفاهة -كما قلت سابقاً - موجودة وقديمة , حتى في جيل الكبار ..!!
وحقيقة سأتجاوز هذه النقطة، حتى لاأنشر غسيلاً لاينبغي نشره ، وأقول للجيل الجديد عن الجيل القديم حينها ، وعن مثل أغنية الفنان حجاب يرحمه الله :
طق طق طق ، من ع الباب ، أنا حجاب ..!!
أو الجيل الحديث حينها ، وعن مثل أغنية الفنان محمد فؤاد ( يلا بينا يلا ) التي مطلعها :
أأأأأأأأأأأأأأأأأ , أأأأأأأأأأأأأأ ..!!
وعندي ( سي دي ) فيه أسماء من كانوا ( يتسدحون ) - كأنهم حراس مرمى - على غمزة سميرة توفيق .. ) ..!!😁
فلنعذر هذا الجيل ونحترم ذائقتهم ..
ومقاييس التفاهة , هي مقاييس عامة وغير محددة ومتغيرة , ويمكن العمل على رفعها عبر التعليم والفن والتوعية ، وقبل ذلك التربية الواعية ..
📍أما ( الهياط ) فهو ( أهيط ) من أن يُعَرَف , وكلنا يُبصِرُ بأخت وخالة وعمة عينه - وليس بأم عينه فحسب - ماينشرُ من ( هياط ) وللأسف الشديد , أبطاله ونجومه هم كبار السن وليس الصغار .!!
وألتمس عذراً منكم , فلن أتحدث في هذا الموضوع , لأني أزلت المرارة بعملية جراحية سابقاً ( فما عاد باقي إلا قلبي ينفقع ) ..!! ولكني أظن أن معظم ( المهايطية ) هم أشخاص يحتاجون للعون والمساعدة ، فقد يكونون مصابين باضطراب الشخصية التمثيلي أو الهوسي (إتش بّي دي) , وذلك مبحث آخر ..!!
📍أما ثالثة الأثافي , فهي الرغبة في الوقوع تحت الضوء المُركز المؤقت ( الهاشتاق والترند ) , وذلك يستلزم عملاً على قدرٍ عالٍ للغاية إما من الأهمية أو الغرابة , ولأن الأولى صعبة التحقق إلا في حالات خاصة , فلم يتبق إلا الأعمال السخيفة والشاذة - وحتى العنيفة - فالمهم هو أن يركب ( الترند ) باي ثمن , وبالمناسبة , من منكم يتذكر من كان يُحضر طفله ويطلب منه أن يبصق على عمه أو صديقه , وينفرط ضاحكاً ؟
هذا بنفسه هو من أشك أنه خرج من ضِئْضِئِه مُعظم الحالات التي نراها ..!!
وهم مازالوا يستخدمون الأطفال - وهذه جريمة حقوقية خطيرة - لتحقيق ذلك ، فيحفظوهم أقوالاً ، أو يدفعوهم لأعمال تحقق ذلك الغرض ..!!
⚪️أيها الأحبة الكرام :
لايهمكم إيمان أولادكم الصغار بكل ذلك , ولكن المهم والمطلوب منا جميعاً ، هو أن لايصدر منا ذلك -في المقام الأول - وألا نفقد نحن الأمل في العلم الحقيقي , وأن نغرس في أولادنا حقيقة أن العلم الجاد هو القوة الحقيقة ، وهو المجد ، وهو العز ، وهو الفخر ، وهو السبيل -مع العمل وبعد توفيق الله - للثراء والمكانة العالية , وحتى إن لم يتحقق إلا القليل , فقليل الصدق , خير من كثير الكذب والتزييف والسراب ..!!
وعلموهم أننا في بلدٍ عظيم يحمل رؤية عظيمة ، ويقوده رجال علم وعمل وقدرة حقيقية , وهذا كله يحتاج لمتعلمين حقيقيين , لا لمشاهير تافهين موقتين فارغين ( مهايطين ) أسرى ( هاشتاق وترند ) ..!!
وأن المذاكرة هي أول خطوة حقيقية في هذا الطريق العظيم ..
-*ذكري لمطلع أغنية الفنان حكيم في بداية المقال ، ليس اتهاماً له بالتفاهة ، فهو - وهذه حقيقة - فنان بإمكانات صوتية جبارة للغاية ، ويكفي وقوفه وجهاً لوجه في ( الدويتو ) مع العملاق ( جيمس براون ) وكيف تميز رغم المقارنة ..، ولكن محتوى الأغنية ( اس اس ) تافه ..!!
أحمد سليمان النجار

