

أحمد خضر
الإنسانية السعودية ..أفعال
دائماً ما تثبت الأزمات والكوارث بما لايدع مجالاً للتفكير، الدور الإنساني للمملكة العربية السعودية الذي ينطلق من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته منذ أن قامت هذه الدولة على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن بعده أبناؤه الكرام حتى باتت مقصدا لكل شعوب الأرض.
فبينما العالم أجمع يشاهد إندلاع المعارك في السودان الشقيق، كانت المملكة كعادتها السبّاقة في استشعار مسؤوليتها العربية والإسلامية ومكانتها الدولية تجاه أشقائها، وأطلقت أسطولها ودبلوماسيتها لإعادة السلام وإجلاء الرعايا السعوديين وكل من استغاث بها، والعمل على مدار الساعة لإيقاف المواجهات المسلحة بكل ما أوتيت من جهود.
وحتى كتابة هذه السطور فقد تمكنت بفضل الله من إجلاء (5409) شخصاً من رعايا الدول الشقيقة والصديقة ينتمون إلى (102) جنسية، منهم (225) مواطناً سعودياً، مقدمة لهم كافة التسهيلات والرعاية إلى أن يعودوا إلى بلادهم بكل طمأنينة ويسر بتوجيه ومتابعة من القيادة الرشيدة.
ولأن مثل هذه الأعمال والمبادرات الإنسانية السعودية خاصة عندما تكون في الخارج تحتاج إلى النشر الإعلامي الدقيق ليس لغرض الدعاية والاستعراض لأن المملكة لاتحتاج إلى ذلك فتاريخها يشهد، إذ لم تكن تحرص على التضخيم الإعلامي لأنها أعمال بر وإحسان؛ إلا أن المتغيرات خاصة السياسية والأمنية العالمية تحتم على كل جهة سعودية تقدم هذه الأعمال أن تقوم بالتوثيق الإداري والإعلامي وأرشفة جهودها وإعداد الملفات والتقارير الدقيقة لنشاطاتها لتكون شاهد إثبات لكل مشكك أو منتقص أو مسيِّس لمثل هذه الأعمال التي لاتبتغي منها قيادة هذه البلاد إلا وجه الله، والجود بما وهبها الله من خيرات تجاه الشعوب والأمم، واستشعار دورها الريادي ومكانتها العالمية.
واستمرارا للأعمال الإنسانية التي تقدمها المملكة فقد أعادت هيكلتها وتنظيمها وتوحيدها في جهة رئيسية، هي مركز (الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) وتخصيصه للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها، وأصبح الجهة الوحيدة المخولة لتسلم المساعدات النقدية والعينية من الداخل وتسليمها للفئات المحتاجة في الخارج، و الإشراف على الأعمال الخيرية السعودية الخارجية وتنظيمها، والترخيص للمؤسسات الخيرية المحلية للعمل بالخارج، ووضع الحوكمة للعمل الإنساني بما يضمن منع استخدام الأموال الخيرية لغير الأغراض المخصصة لها، فضلا عن الرقابة والتقييم للأعمال الإنسانية.
ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال التنسيق والتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية.
وبرغم الثناء والإشادات العالمية بهذه الأعمال فقد ظهرت "بعض" أصوات النشاز التي تعودت على تنفيذ مطامعها مقابل استغلالها حاجات الشعوب أثناء الكوارث والأزمات، ولم يرق لها هذا العطاء السخي والسريع؛ بل باتت تشكك وتلمز بالجهود التي تقوم بها في مناطق التوترات والصراعات والكوارث وآخرها عملية الإجلاء من السودان للرعايا العرب والمسلمين وغيرهم من الذين تقطعت بهم السبل وتركتهم حكوماتهم دون مقدرة على تقديم أي مساعدة لهم نظراً لخطورة الأوضاع.
وتذكرنا هذه الأصوات بما أفرزته أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م بالولايات المتحدة الأمريكية من اتهامات باطلة ومزيفة ضد النشاط الخيري والإنساني للمملكة العربية السعودية الذي كان يتسع ويتنوع حتى بلغ ذروته داخل أوروبا وأمريكا ومعظم دول العالم، في محاولات لتحريف مسارات هذه الأعمال وتسييسها والزج بها في مسببات ثني المملكة عن أداء دورها الإنساني والخيري وكل مايرتبط بها من نشاطات؛ لتبقى سخاءً رخاءً على مبدأ الإنسان أولاً في الداخل والخارج، وتقديم الأفعال على أرض الواقع ليشهدها العالم بكل تفاصيلها بعيدا عن الأقوال والشعارات.
وقفة..
ليت وزارة الإعلام تبادر بإنتاج أفلام دراما وثائقية تجسد جانباً من الجهود الإنسانية والإغاثية العظيمة التي تقدمها المملكة لترسخ في ذاكرة الوطن وأبنائه
ختاماً..
قال الشافعي:
كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا
إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ

