

منى يوسف حمدان الغامدي
بيئات التعليم الجاذبة ...
ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
في ختام العام الدراسي يأتي موسم الحصاد لعام نزرع فيه بذورا صالحة للنمو والازدهار ونغرس قيما تميزنا بين الأمم والشعوب ونعمل عقولنا من أجل مواكبة رؤية وطن تستهدف مخرجا تعليميا فائق الجودة ، يتقن فنون المعرفة والتقصي والبحث والتفكير ويمتلك مهارات لغوية قوية وأخرى رياضية ومنطقية ويعي جيدا الهدف من وجوده بين جدران الفصل الدراسي وفي أروقة المدرسة والتي تواكب اليوم مشاريع الرؤية بتمكين الطلاب والطالبات من أدوات العصر ؛ لم يعد دور المعلم تلقين المعارف ولا إكساب المهارات بالطرق التقليدية يجدي نفعا ولا يحقق هدفا فالنتيجة المضمونة هو نفور طالب اليوم من تلك الأساليب والمناهج التقليدية . هو يبحث عن آلية جديدة وعالم يحلق فيه بأحلامه وتطلعاته ويواكب عصره المتجدد والمتغير بما يراه ويتابعه في زمن الذكاء الاصطناعي والتقنية المبهرة .
هناك ثوابت لن يتزحزح عنها قيد أنملة في تمكن الطالب من تلاوة القرآن بتمكن واحترام قدسية ومكانة اللغة العربية لغة الكتاب الخاتم والمتعبد به لرب العالمين وكذلك أهمية قوانين الرياضيات وإعمال التفكير مع معلومات ضرورية وهامة فيما يتعلق بالعلوم الكونية والفنون والرياضة ولكن لنا أن نطرح على طاولة الحوار كيف يكون مخرجنا التعليمي أكثر انتماءا وحبا وشغفا بالعلم والمعرفة وسعة الاطلاع ورغبة متقدة ومستمرة في الاستزادة من العلوم والمعارف.نحن بحاجة لطرح هذه التساؤلات على طاولة الحوار البناء وأعتقد من خلاصة خبرتي في الميدان التعليمي من أجل ذلك كله وأكثر نحن بحاجة للنظر في شأن المعلمين والمعلمات وإعطائهن قدرا كبيرا من الاهتمام والاستماع لأفكارهم وأطروحاتهم ومعاناتهم في الميدان التعليمي والمعاناة لها أوجه متعددة وليس هنا مكان طرحها ولكن للإعلام دور وللكلمة مكانها وللمعلم قدره وليتسع قلب وفكر صانع القرار ليواكب ويتابع ما يحتاجه قلب الميدان النابض بالحياة من أجل مخرج تعليمي منافس عالميا لأننا اليوم في ظل الرؤية أصبحت طموحتنا عالية ولا نرضى إلا بالقمم.
في تجربة عشتها وعايشتها من الميدان التعليمي يوم أمس كنت في حالة من التأمل والتفكر والغبطة والسرور وأنا أشاهد طلابا وطالبات على مسرح مدرسة أنتمي إليها بكل فخر واعتزاز إنها مدرسة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر للطفولة المبكرة ومنذ أول يوم باشرت فيه العمل قبل عامين تقريبا وأنا استبشر باسم أم المؤمنين عائشة لقدرها وعلمها ومكانتها في قلب رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهاهو ختام مميز لفعاليات اللغة العربية وشراكة نوعية مع مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري من أجل تعزيز الفهم القرائي لدى الطلاب وقيم الحوار والاتصال الإنساني وتنمية روح الولاء والانتماء الوطني وتعزيز الثقة بالنفس في أداء لافت على خشبة المسرح تأملت المشهد وأبحرت في جهد المعلمات على مدار فصل دراسي كامل يجاهدن من أجل تمكن الطلاب والطالبات من القراءة الصحيحة بمعايير جودة عالية تبهر كل من يستمع لطفل في الصف الثالث ابتدائي وبكل هذا التمكن ، اللغة عشق والحرف أمانة ودوما أتذكر دور معلماتي في تعليمي أبجديات اللغة والوقوف في الإذاعة الصباحية وتدريبي على الأداء المسرحي مع دور كبير من والدي رحمه الله كل هذه العوامل جعلت ممن تخصصت في علم الفيزياء لا تزال عاشقة للغة وشغوفة بالكلمة وهذا ما أريد أن أراه في جيل اليوم تخصص ما شئت وتبحر في العلوم ما أردت ولكن لغتك أولا وتمكنك من العربية بوابة النجاح الحقيقي . وتجربة اثرائية في عالم الموهبة والابداع والتفكير وتعليم الأطفال في مرحلة رياض الأطفال والصف الأول كيف يعملون فكرهم وكيف يبحثون ويستقصون عن المعلومة بأنفسهم وتمكينهم من أدوات الباحث الصغير بمشاركة أولياء الأمور كان مخرجنا هذا العام مختلفا لأننا تعاهدنا على الحب الحقيقي للمهنة الأكثر تأثيرا في حياة البشر ومؤمنة دوما بأن من يعمل بحب سيكون له بصمة لا تنسى وسيبارك الله في عمله ويجعل له القبول في الأرض والسماء ويد الله دوما وأبدا مع الجماعة لتحل البركة في العمل لننكر الأسماء وتصدر المشهد وننسب العمل لفضل الله أولا ثم لإيمان الفريق بالدور الذي يؤديه المعلم ولن تغيب شمسه ما بقيت السموات والأرض وسيبقى عمله صدقة جارية حتى بعد موته مخلدا في ذاكرة أجيال متعاقبة ، ومازلت أترحم على معلماتي اللاتي تركن أثرا كبيرا في شخصيتي ومازالت مدرستي في الحرة الشرقية بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بجدرانها وموقع الطوابير الصباحية ومشهد الصمت أثناء الإذاعة وهيبة مديرة المدرسة آنذاك الأستاذة هند الدخيل لا تغيب عن خيالي ومازلت على تواصل إنساني معها لأنها معلمتي وقدوتي في عالم القيادة .

