

النهار
بقلم: منى الغامدي
في الإجازة الصيفية وقبل بدء العام الدراسي وقعت عيناي على المبادرة الوطنية التي اطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -سماي المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تمكين مليون سعودي وسعودية من اكتساب المهارات الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال برامج تدريبية متخصصة والحصول على شهادات معتمدة من الهيئة ؛ التحقت بالبرنامج ونشرته عبر حساباتي ومع مجموعات الواتس وبين أفراد عائلتي وطلبت منهم ان يشاركوا في هذا الحدث لرفع مستوى الوعي لدينا جميعا كمجتمع سعودي بأساسيات الذكاء الاصطناعي لأنه لغة المستقبل . وعند بداية العام الدراسي اتخذت هدفا أريد تحقيقه في مبادرة اسميتها المدرسة الذكية وحفزت فريق العمل من منسوبات مدرسة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر للطفولة المبكرة في ينبع الصناعية للالتحاق بالبرنامج وجمعت الفريق في مجموعة واتس لتزداد الجرعة التحفيزية بمجرد وصول توجيه من وزارة التعليم بحث منسوبي ومنسوبات التعليم لتحقيق الهدف المنشود مليون سعودي وسعودية ، وتيقنت حينها أن التناغم المؤسسي بين كافة الوزارات يمثل سيمفونية سعودية فريدة من نوعها في العصر الحديث ، وأن العمل الجماعي دوما يحقق المنجزات الوطنية المتميزة ،وفي خطوة مباركة من قبل منظومة العمل من سفراء الثقافة المؤسسية في كل إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة كان الانتشار أكبر وكذلك وضع الحوافز لاعتماد الشهادات في نظام فارس واحتساب ساعات تطوعية جعل الإقبال أكبر والتنافس أجمل بين كافة منسوبي التعليم.
البرنامج الأول (مبادئ الذكاء الاصطناعي ) مع شركة ميكروسوفت يمهد هذا البرنامج الطريق نحو فهم الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم أساسياته بشكل مبسط وشامل ، رحلة معرفية ماتعة تأخذنا نحو مفاهيم الذكاء الاصطناعي وأنواعه وتاريخه وتطبيقاته في مختلف القطاعات كما يزودنا بالمهارات الأولية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لرفع الكفاءة وتحسين الإنتاجية في العمل والحياة اليومية.
على المستوى الشخصي السعادة التي تغمرني وأنا أكتب هذه الكلمات لا توصف لأن لغة الحب الوطني التي تجمعنا وأن الإدارة بحب تؤتي نتائج مبهرة تفوق الخيال ، جمعت الشهادات من فريق العمل في مدرستيوالتي مازالت تصلني حتى كتابة هذه الكلمات حتى مع وجود صعوبات تقنية في الموقع هناك روح سعودية تجعلهن يستمروا في المحاولات حتى منتصف الليل للالتزام بالموعد المحدد للرفع بالمنجز لإدارة التعليم في منطقة المدينة المنورة ، لأول مرة استشعر أن كلمة الامتنان بمدلولها تغمرني ممتنة لرب العالمين جل في علاه أن هيأ لنا هذه الفرصة لنعبر عن حبنا لوطننا بتنفيذ مبادرة وطنية حملت اسم ( سماي ) والتي تجعلنا نحلق نحو السماء والنجوم هناك موقعنا الحقيقي الذي ارتضاه لنا رب العالمين ؛ ولم تكتفي المعلمات والاداريات ببرنامج مبادئ الذكاء الاصطناعي فقط بل تجاوز طموحهن ليحصلن على البرنامج الثاني الذي يحمل عنوان( مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتقدمة ) والذي يرتقي هذا البرنامج بمعرفتنا في مجال الذكاء الاصطناعي ويعمق فهمنا لمفاهيم متقدمة وتقنيات متنوعة نستكشف من خلاله كيف نوظف خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واكتشاف الأنماط ، والتنبؤ بالسلوك والنتائج ، ويركز هذا البرنامج على التطبيقات العملية ويمنحنا أدوات فعالة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة .
في كل يوم يزداد يقيني وايماني العميق بأن ما يرتبط بالوطن يجعل العمل من أجله له مذاق خاص يخالج الروح ويجري في الشرايين ، وما تقوم به سدايا اليوم عمل وطني جبار ينشر فكرا ويعزز قيما ويجعل المجتمع بأسره يتحدث بلغة العصر وفي شراكة نوعية مع وزارة التعليم وما تقوم به وزارة الإعلام وكافة القطاعات في الدولة يسلط الضوء على هذا الحراك العلمي والثقافي والمعرفي للسير قدما نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 .الوطن وهو يستعد للاحتفاء بيومه الخامس والتسعون يفخر بمنجزات رجاله ونسائه شبابه وفتياته وأطفاله كلنا فداء لهذا الوطن العظيم.

