أحمد سليمان النجار 

١١:١٢ م-١٩ ابريل-٢٠٢٤

الكاتب : أحمد سليمان النجار 
التاريخ: ١١:١٢ م-١٩ ابريل-٢٠٢٤       20845

بقلم: أحمد سليمان النجار

سيداتي آنساتي سادتي , بدايةً سأفشي سرَ الوصفة التي لاأظنُ أن أحداً يتفوق عليَّ فيها , وهي :
تحضير الماء البارد ..🚰
المكونات :
-    قليل من الماء 
-    بعض من الماء 
-    إبريق زجاجي أو حسب المتوافر 
طريقة التحضير :
أولاً نقوم بغسل الماء بالماء جيداً , ثم نضيفُ قليلاً من الماء على بعضٍ من الماء , ثم نغطيه ونتركه قليلاً ( ليرتاح ) , ثم نضعه في الإبريق ونضعه في الثلاجة حتى يًبرد , وبالهناء والعافية ..

وحتى يجهز الماء , دعونا نتفق على حقيقة منطقية , وهي :
  إذا كان لديك أمرٌ قائم ويعمل - حتى ولو به  مشاكل - فإن تركه والانتقال إلى أمرٍ جديد سيكون قراراً رائعاً للغاية , إذا كان هذا البديل متوافراً وممكناً , ولكن ترك الأول دون وجود البديل أو إلى بديل أسوأ منه ,  هذا عبث سيقود لمعاناة بالغة , ومثال ذلك :
شخص لديه سيارة قديمة ومتهالكة وكثيرة الأعطال , فإن كانت السيارة الجديدة ممكنة ومتوافرة فالانتقال لها رائع, ولكن لو تخلص منها دون وجود البديل , فسيكون البديل حينها ( المرمطة ) في التطبيقات وسيارات الأجرة ..!!
وعندها قد يعود -صاغراً - لسيارته القديمة , وعندما تلمحه عائداً يقول وشاح الفريق ( المصدي اللي يشجعه ) لل( طبلون المفروش عليه ) : 
ماذا لو عاد مُعتذراً ..؟!!

وهذه الحقيقة المنطقية تنطبق حرفياً على التربية , فالتربية ( الكلاسيكية ) على الرغم من أنها تُركز على البناء المستقبلي بعيد النظر للأطفال من الجنسين , إلا أنها ومقارنة بالتربية الحديثة ونظرياتها تُعتبر غير صالحة لأنها - كما تراها التربية الحديثة - لاتُنمي لدى الأطفال جوانب هامة مثل الحرية والاستقلالية والحوار والاختيار ..!!

وهذا جانب صحيح لحد ما , ولكن عندما نتخلى عن التربية القديمة لصالح التربية الحديثة , لابد أن نعلم أن التربية الحديثة صعبة ومرهقة ولم تكتمل فيها كثير من الجوانب بسبب فقدانها النسبي للخبرة الزمنية المبنية على الكثير من التجارب , كتلك التي حدثت في التربية القديمة ..

وتعالوا معي لأسكب لكم بعضاً من الماء البارد اللذيذ الذي أعددته بأسلوبي العبقري , ونربط التربيتين القديمة والحديثة بالزواج مثلاً :
مُعظم المربين القدماء - على وزن المحاربين القدماء - خرجوا في الأساس من رحم ظروف معيشية صعبة وقاسية , وتتسم بالقلة والضيق والتعب والشقاء , فلذلك نشأ عند كثير منهم خوف من تكرار هذه التجربة المُرة , حتى وهم منعمون وأغنياء , فلذلك - وقد يكون لاشعورياً - يقومون بتربية أطفالهم على استراتيجيات في الانفاق - مثلاً - تُعدهم ليكونوا جاهزين للعيش في حال ضاقت عليهم الحياة , ويتبع ذلك تنمية الاعتماد على أنفسهم , وتكليفهم بمهام مخالفة ليصلب عودهم , كل ذلك من أجل مصلحتهم هم حاضراً ومستقبلاً , فيكبر الولد على أنه رجل بيت صغير يقوم بالكثير من المهام التي يقوم بها الرجال الكبار , فعندما يتزوج يُمارس - بسهولة - هذه المهام ويراها واجبةً عليه ..
 أما البنت , فكان أصحاب هذه المدرسة القديمة يعدونها - ومنذ الصِغر -  لتكون زوجةً وأماً , فتبدأ ومن صغرها في ممارسة مهام الزوجة والأم في البيت من طبخ وتنظيف وعناية حتى بأخوانها الصغار ..!!

وقبل أن يهاجمني أو تهاجمني قارئة وتقول :
( واي ياربي إيش التخلف هذا ؟!! لسه في ناس تفكر كذا ؟!! عقلك المصدي مو وشاح النادي اللي على الطبلون !!)
وقبل أن أرد عليها ,  أطلب منها وضع كأس الماء ( اللي ضيفتها فيه ) وأوضح : 
أني هنا لست بصدد الدفاع عن مدارس التربية القديمة ولا مدحها , ولكني أرغب في تسليط الضوء على نقطة هامة للغاية , أظنها حسب ماأقدمه من استشارات أسرية أحد أكبر أسباب الطلاق على الاطلاق ..!!

ولكن – ومن الطبعي – أنه عندما ينشأ الطفل على أن يكون مخدوماً في كل شيء حتى في أبسط شؤون حياته , وأن يجد كل مايريد جاهزاً ودون تأخير , حتى ولو تحمل الوالدان قروضاً وديوناً وأعباءً نفسية وصحية في سبيل تحقيق ذلك , واعتاد طوال عمره عدم القيام بشيء البتة , فيظن الحياة كلها هكذا , فعندما يتزوج يريد الاستمرار بذلك كما كان في حضن أمه وأبيه , ولابد أن تقوم الزوجة بكل ذلك , وبعضهم - وهذه حقيقة - حتى وهو متزوج ولديه أبناء ، يعتمد على والديه في كثير من أمور حياته ..!!

أما البنت فلقد نشأت - ليس على عدم القيام بشيء  - بل حتى تم تنشئتها - بقصد أو بغير قصد - على أنها قوية بشكل مبالغ فيه  ومنفردة وغير معتمدة على أحد , وبذلك تصبح مخلوقاً صعب الحوار معه ، وبالتالي لايمكن التوصل معه لصيغة وسطية مُرضية..

ولو أضفنا لذلك مايتم بثه والتركيز عليه في كثير من الأعمال الدرامية ووسائل التواصل من نصائح تُدمر البيوت ولا تعمرها , والمشكلة أن من يروجون لها قد دمرتهم هم قبل أن تدمر غيرهم ..!!

و نضيف أيضاً ماينشأ عليه الأبناء من طريقة حياة بين أمهم وأبيهم, فيظنون أن هذه هي الحياة الزوجية , أكانت حياة صحية أو غير صحية , وهذا مايغفل عنه كثير من الآباء والأمهات وللأسف ..!!

أيها السادة التربية الحديثة التي تُنمي الاستقلالية والثقة بالنفس وتعزز لغة الحوار ومنطق الاقناع , لا تتعارض مع الإعداد المقصود ومن سن مُبكرة للولد وللبنت لحياتهم المستقبلية بعد الزواج ..

وأهمس للزوجين :
لاتعتمدوا كثيراً على الحب أرجوكم , وأنه سيكون هو المحرك الرئيس لحياتكما وسيصلح كل مايطرأ بينكما , فالحب كائن قصير العمر , يولد لهدف ما , ثم إذا تحقق الهدف يموت وتنمو مكانه مشاعر أخرى ..!!

وأذَكِر ُالجميع أن الزواج مسؤولية عظيمة وأمانة ثقيلة , وتحتاج لإعداد حقيقي مُسبق , فلو عدنا  - مثلاً - ( للمليح ) كارل ماركس , والذي قال عن المرأة :
لمعرفة مقدار تقدم أو تخلف أي مجتمع لا عليك سوى معرفة مكانة المرأة عندهم.
إلا أنه - رغم أنه متزوج -  عندما جاء ذكر الزواج قال :
من يريد أن يتصدى للقضايا العامة ويتحمل مسؤولية جسيمة لا ينبغي عليه أن يتزوج وينجب ..!!
وهذا التناقض والفصل - للأسف - صفة سائدة - في نظري - في الماركسية كلها ..!!

وقبل الختام سأفشي سر الوصفة الثانية التي أبهرتُ الجميع بها , وهي :
( بيتزا الخضار بدون بصل ) 🍕
المكونات :
-    تطبيق توصيل
-    مطعم ( بيتزا )
طريقة التحضير :
تفتح التطبيق , وتختار ( البيتزا ) من المطعم وتطلبها , وبالهناء والعافية ..