محمد سعيد الحارثي

٠٩:٥١ م-٠٢ ابريل-٢٠٢٤

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٠٩:٥١ م-٠٢ ابريل-٢٠٢٤       27555

محمد الحارثي

لم يكتف الأدباء والشعراء بشعرهم بتعدد مزايا رمضان ومعانية الروحية والإيمانية بل نشبت معاركهم الحامية الوطيس على المائدة الرمضانية وما يتخللها من الحلويات اللذيذة وأشهرها الكنافة والقطائف والفول وهي من أساسيات المائدة وهي المعروفة منذ امد بعيد وكانت المنافسة بين حزبي الكنافة والقطائف ونجد أن مانسب لقصة الكنافة بأنها نسبت خطأ للفاطميين إذ يقال أنها أموية 100 % واختلفت أراء المؤرخين في أصل نشأتها فقد أصبحت كتقليد رمضاني عتيد ومظهر من مظاهره حينها إنطلق الشعراء في وصف الكنافة ويتغزلون فيها وهاموا بها عشقاً ومما ورد عن أشهر شاعر من شعراء الدولة الأيوبي أبو الحسين يحيى بن الجزار وهو من عاشقي الكنافة حتى قيل أنه لم يجد الكنافة في عهد الدولة المملوكية فتحسر على تلك الأيام ويبدي سخطه حينما لايجد غير المُخلل مما دعاه ان ينظم فيها شعراً أي الكنافة يقول فيها :

 

سقى الله أكناف الكنافة بالقطر                   

وجاد عليها سكراً دائم الدر

 

وتباً لأيام المخلل أنها تمر-                            

بلا نفع تحسب من عمري

 

وقال في لحظة حسرة وألم بأنه لم يعد يستمتع بالكنافة :

 

ما رأت عيني الكنافة إلا------                       

عند بياعها على الدكان

 

وقيل بأن الإمام البوصيري صاحب قصيدة البردة الشهيرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ذات مرة نقم نقمة شديدة على القاضي عماد الدين لأنه لم يقدِّم له الكنافة عندما زاره فأنشد شعراً فقال :

 

مَــا أَكَـلْـنَـا فِـي ذَا الـصِّـيَـامِ كُـنَـافَـة

آهِ وَا بُــعْــدَهَــا عَــلَــيْــنَــا مَـسَـافَـة

 

قَـــالَ قَـــوْمٌ إِنَّ الْـــعِــمَــادَ كَــرِيــمٌ

قُـلْـتُ هَـذَا عِـنْـدِي حَـدِيـثُ خُـرَافَة

 

أَنَــا ضَــيْــفٌ لَــهُ وَقَــدْ مُـتُّ جُـوعًـا

لَـيْـتَ شِـعْـرِي لِـمْ لَا تُـعَـدُّ الـضِّـيَافَة

 

وَهْـوَ إِنْ يُـطْـعِـمِ الـطَّـعَـامَ فَـمَـا يُطْـ

ـعِــمْــهُ إِلَّا بِــسُــمْــعَــةٍ أَوْ مَــخَـافَـة