محمد سعيد الحارثي

٢٢ مارس-٢٠٢٤

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٢٢ مارس-٢٠٢٤       27610

الكاتب محمد الحارثي

العفو والصفح عن أبي سفيان بن الحارث 

يقول أبي سفيان في هذه الأبيات ضمن قصيدته التي أنشدها أمام الرسول معتذرا ويستأذنه للدخول في الإسلام    

 

لَعَمْرُكَ إنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً

لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

 

لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ

فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي

 

هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَنَالَنِي

مَعَ اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ

 

أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ--------

وَأُدْعَى (وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ) مِنْ مُحَمَّدِ

 

وهنا نعرض بيتين يرثي فيها رسول الله ضمن سياق قصيدتة الرثائية :

 

نبي كان يجلو الشك عنا------

بما يوحى إليه وما يقول

 

ويهدينا فلا نخشى ضلالا----

علينا والرسول لنا دليل

 

وهنا نأتي بعد هذه الأبيات التي تبين لنا عن مدى صدق وندم ومحبة أبي سفيان إتجاه الرسول لنأتي على هذا الموقف من مواقف  العفو والصفح  من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من إبن عمه أبي سفيان فحين أتى إليه أبي سفيان معتذرا عما كان عليه من معاداة وهو الذي رد عليه حسان بن ثابت في قصيدة هجائية يقول في احد أبياتها :

 

فنحكم بالقوافي من هجانا--

ونضرب حين تختلط الدماء

 

حتى وصل لهذا البيت يخاطب فيه أبي سفيان

 

ألا أبلغ أبا سفيان عني

فأنت مجوف نخب هواء

 

حتى قال هذا البيت:

 

أتهجوه ولست له بكفءٍ------

فشرّكما لخيركما الفداء

 

فأتى أبي سفيان الرسول من أجل الدخول في الإسلام ولكن الرسول في نهاية الموقف رق قلبه له وصفح وأعفى عنه وهنا نورد الرواية كاملة لهذا الموقف والذي كان نقطة تحول في حياة أبي سفيان والذي نذر نفسه بعد أن أسلم لمناصرة الرسول حتى أخر رمق في حياته وأنشد بين يدي رسول الله أبيات من الشعر يمدحه فيها وهي بمثابة الإعتذار منه وإليكم هذا الموقف وهو من المواقف التي تتجلى فيها هذه الصفه النبوية: 

"وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله و عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومي أخي أم سلمة أم المؤمنين وهجرتهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدوه في أثناء الطريق و هو ذاهب إلى فتح مكة قال ابن إسحاق : و قد كان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم ببعض الطريق قال ابن هشام : لقيه بالجحفة مهاجرا بعياله و قد كان قبل ذلك مقيما بمكة على سقايته و رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه راض فيما ذكره ابن شهاب الزهري قال ابن إسحاق : و قد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و عبد الله بن أبي أمية قد لقيا رسول الله صلى الله عليه و سلم أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة و المدينة و التمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيهما فقالت : يا رسول الله ابن عمك و ابن عمتك و صهرك قال :(لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فهتك عرضي و أما ابن عمتي فهو الذي قال لي بمكة ما قال)

قال : فلما خرج إليهما الخبر بذلك و مع أبي سفيان بني له فقال : و الله ليأذن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا و جوعا فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم رق لهما ثم أذن لهما ----- يتبع