اللواء ركن م -حسين محمد معلوي

١١:٢١ ص-١٨ مارس-٢٠٢٤

الكاتب : اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
التاريخ: ١١:٢١ ص-١٨ مارس-٢٠٢٤       39270

بقلم - اللواء الركن متقاعد: حسين محمد معلوي

يقول المحللون والمتابعون المدافعون عن هجمة  المقاومة الفلسطينيه  على  غلاف غزه  يوم (٧) اكتوبر ٢٠٢٤م بأن تلك الهجمه قد اعادت نبض الحياه للقضية الفلسطينيه التي نسيها العالم وبعض اهلها وبعض العرب وكانت على وشك أن تموت ويتم تصفيتها بخطط مشتركه من محور التحالف الاسرائيلي ، الامريكي ، البريطاني و الاتحاد الاوروبي ، هذا التحالف الذي يريد ايجاد حل القضيه الفلسطينيه ( على طريقتهم ) بأن يتم تصفيتها بالتعاون مع من بسمونهم الشركاء .. ويقول هؤلاء المدافعون بأن القضية الفلسطينية قد تم رميها بالفعل في سلة النسيان وأن الخطوات التاليه كانت ستكون اجبار الدول العربيه على اكمال التطبيع بالشروط الاسرائيليه والاستيلاء على المسجد الأقصى تمهيداً لبناء هيكل سليمان المزعوم وتهجير الفلسطينيين الى خارج بلادهم والإستمرار في تنفيذ مخطط اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات . ويدعي المؤيدون لطوفان الأقصى بأن من نتائج تلك الهجمه كسر هيبة قوة الردع الاسرائيليه التي كان جيشها يحيط نفسه بها منذُ (٧٠) عاماً . وذكروا أن من نتائجها كشف حقيقة النازية الاسرائيليه الساديه امام الرأي العام العالمي وخاصة شعوب الحكومات المؤيدة لإسرائيل مما ادى الى خروج المظاهرات المؤيده للقضية الفلسطينيه في مدن العالم وخاصة المدن الكبرى في اوروبا وامريكا . كما ان المؤيدين يدَّعُون أن من النتائج الإيجابيه لطوفان الأقصى أن قضية فلسطين وغزه المحاصره منذُ (١٧) عاماً صارت قضية العالم الأولى حيث صار العالم يطالب بحل الدولتين .. رغم اسرائيل قد ابتلعت جميع اراضي فلسطين ولم يبقى مكاناً لحل الدولتين ، ويستشهد المؤيدون للهجمه بأنها جاءت نتيجة للظلم المتراكم على على الفلسطينيين منذُ (٧٠) عاماً .. وأن حق النضال المسلح لتحرير فلسطين وحق تقرير المصير قد كفلته لهم المواثيق والمعاهدات الدوليه . وذكروا أن من النتائج خسائر كبيره للإقتصاد الإسرائيلي وخسائر أخرى في عدد الجنود القتلى والمصابين والمرضى نفسياً اضافة الى الخسائر في الأسلحة والمعدات علاوة على تكلفة وآثار تهجير المستوطنين في شمال اسرائيل وجنوبها .. واحتمال سقوط حكومتها عاجلاً أو آجل .

في الجهة المقابله يقول المعارضون الرافضون لهجوم السابع من اكتوبر بأن من يطلق عليهم فصائل المقاومة في غزه التي تقودها حماس ... هم مجرد ذراع عسكريه لإيران وأن ما قاموا به هو بتوجيه من ايران انتقاماً لمقتل المقبور قاسم سليماني ويستشهدون بوصف رئيس حماس له بشهيد القدس وبما قاله احد قادة الحرس الثوري الإيراني عندما ذكر أن عملية طوفان الأقصى هي انتقاماً لمقتل قاسم سليماني .. ويدافع المنتقدون لهجوم السابع من اكتوبر بأن تلك العمليه خطأ استراتيجي وتاريخي كبير بل انهم اعتبروا ذلك جريمة كبرى في حق سكان غزه لأن نتائجها كارثيه على شعب غزه حيث تم تدمير القطاع أرضاً وسكاناً ، فلم تعد الأرض صالحة للحياه بعد تدمير وتخريب البنى التحتيه بالكامل ونسف المدن السكنية في القطاع بنسبة (٨٠٪؜ ) وتدمير المستشفيات والجامعات والمدارس وابنية الحكومه والمعالم الحضاريه وتجريف الشوارع والأراضي الزراعيه وابادة اكثر من مائة وأربعين الف مواطن ما بين قتيل وجريح ومفقود تحت الأنقاض ومن بقي من السكان يفتك بهم جيش اسرائيل جواً وبحراً وبراً وعطشاً وتجويعاً بمشاركة من الغرب وامريكا بالذات التي استخدمت حق النقض ( الفيتو ) ثلاث مرات لمنع اصدار مجلس الأمن قراراً بوقف اطلاق النار في غزه .. وكان المستاؤون من عملية طوفان الأقصى يقولون إن تلك العمليه قد اعطت اسرائيل وشركائها الفرصة لتنفيذ خطط صهيونيه قديمه بعد ان كانت محبوسة في الأدراج … وأن من اكبر الأخطاء الاستراتيجيه أن العمليه لم تراعي عدم تكافؤ القوه ولم تأخذ في الحسبان أن أمريكا وبريطانيا وأوروبا شركاء لإسرائيل ومتحالفين معها ضد الفلسطينيين و العرب والمسلمين . وذكر المعارضون أن العمليه لم تأخذ في الإعتبار أن ايران ستضحي بغزه ومقاومتها السنيه لأنها مجرد ورقة من اوراق اللعب و الضغط لديها واذا احترقت فلا اسف عليها وثبتت الكذبة الكبرى لمبدأ وحدة الساحات وذكر المعارضون أن ايران لديها اوراق ضغط اخرى لتحقيق مصالحها غير مقاومة غزه بعد سحقها ، ويقول المعارضون كذلك بأن منفذي طوفان الأقصى لم يضعون في حساباتهم ترهل العرب والمسلمين وأنهم في موقف لا يستطيعون فرض الحلول على اسرائيل وشركائها لأسباب متعددة وكثيره .. وبالتالي كانت المحصله نتائجٌ كارثيه لعملية طوفان الأقصى .

في المقابل يقول المحللون المحايدون بأن عملية طوفان الأقصى لها سلبيات ولها إيجابيات وأن من اكبر سلبياتها أنها تسببت في تدمير قطاع غزه بالكامل بهدف جعله غير صالح للسكن وأن الخسائر البشريه بين السكان لا يمكن وصفها الا بوصف الإباده الجماعيه دون أن يتحقق شيئ .

بينما يدعي المؤيدون للعمليه أن من اكبر الإيجابيات هو عودة الحراك الدولي لحل القضية الفلسطينيه ، وكشف حقيقة الصهيونية الإسرائيليه اضافة الى ضرب هيبة اسرائيل وقوة الردع لجيشها التي تدعيها اسرائيل مندُ عقود . وهنا يعيد المراقبون التذكير بأن حل القضية الفلسطينيه لن يكون الا بتنفيذ المبادرة السعوديه التي اعتمدها مؤتمر القمه العربيه الذي انعقد في بيروت عام ٢٠٠٢م وسميت مبادرة السلام العربيه ورفضتها اسرائيل بدعم حلفاؤها وخاصة الأمريكيين والبريطانيين .