

جيلان النهاري
تساوى المؤهلات والخبرات يحمِّلك
شرف مسؤلية المساهمة في بناء الوطن.
بقلم: جيلان النهاري
دورات التشكيلات القيادية على مستوى نواب الوزارات ووكلاءهم، ومدراء العموم في المناطق والمحافظات والمنشآت التابعة لهم حتى في تشكيلات قيادات الإدارات الفرعية في هيكلة أي منشأة حكومية أو تشكيلات رؤساء اللجان المكونة وكذلك أعضاءها، تعتبر إيجابية جدا في تحقيق جودة عالية في الأداء، والمساعد الحيوي في بقاء الطموح البشري على أعلى مستوياته لتحقيق الأهداف من خلال المنافسة الشريفة بين العاملين والشعور بأهميتهم من أجل المساهمة والمشاركة بدور يقومون به من معرفتهم برسالة ورؤية وأهداف وأنظمة الوزارة أو الجهة أو المنشأة المنتمين إليها.
في بداية قيام دولتنا كانت الكوادر المؤهلة للقيادات الإدارية والفنية نادرة، حتى أن الدولة عملت بكل مالديها من إمكانيات إلى تأهيل العديد من مواطنيها وتمكينهم من توسد العديد من المناصب التي ساهموا من خلالها في تطور الفكر الإداري بشكل جيد يتناسب مع ظروف الزمن الذي تتعايش به البلاد مع ماهو متوفر من تطورات علمية أو إقتصادية وحتى سياسية يعيشها العالم.
منذ العقد الأول من القرن الواحد والعشرين قفزت البلاد قفزة عالية من حيث القوة البشرية المتعلمة والمؤهلة في جميع المجالات وكان ذلك بفضل البعثات الهائلة العدد لأبناءها لأجل تمكينهم من العمل بكل حرفية ومهنية، وكذلك حفزت العاملين في جميع القطاعات الحكومية من تطوير أنفسهم بأن فتحت لهم أبواب الإلتحاق بأكبر الجامعات العالمية ونيل أعلى الشهادات وتكوين أكبر مخزون من الخبرات والعودة إلى مقرات أعمالهم لأجل تطوير ماهم عليه إلى الأفضل حتى أصبحنا نجد أن غالبية إن لم يكن الجميع المنتمين لأي منشأة حكومية أو وزارة يتساوون في المؤهلات العلمية ولهم نفس الطموحات في تقديم المساهمة في تطوير أو تحقيق الأهداف الكبيرة المرجوة منهم.
النفس البشرية الخيِّرة الطموحة في حقيقتها دائما تسعى إلى أن تضع بصمتها وأن يكون لها دور في تسجيل إسمها كعامل هام ساهمت في المكان الذي تم وضعها فيه، سواء لجنة أو إدارة أو قيادة في قطاع من قطاعات الدولة.
وليكون صاحب هذه النفس البشرية الخيِّرة الطموحة إذا تسلم قيادة فريق أو لجنة أو إدارة عليا مكان قدوة لمن يعملوا معه ممن هم في طور الترقي من حيث المؤهلات العلمية والخبرات العملية عليه أن يتحلى بثقافة تدوير المناصب بين عامليه إذا تساوت بينهم المؤهلات وتنامت لديهم الطموحات والمنافسة الشريفة في تقديم أفضل مالديهم مما أكتسبوه، ليكونوا فيما بعد جيلا مكملا لمن سبقهم.
نحن اليوم نرى الخطط القوية والجبارة التي تبنتها الحكومية بالإستثمار في العنصر البشري أو لنقول في الموارد البشرية بدءا من بناء الطالب منذ الصغر وتبني النابغين منهم من الجنسين الذكوري والأنثوي وإعداد برامج عديدة في الخروج بأكبر عدد ممكن ممن يرونهم أنهم قادرون أن يُصنَع منهم قادة في المستقبل والذهاب بهم بعيدا في رفع مستوى المنافسة والمساهمة في تحقيق أعلى النتائج المخطط لها في رؤية السعودية 2030 وما بعدها من مسيرة النجاح التي تحمَّلها كتحدي صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان قدوة الشباب، والذي تحدى بإيمانه بالله ثم بشباب بلده وتشبيهه الشعب السعودي بقوة الصمود أمام التحديات بجبل طويق.
فمنذ سنوات أصبحت بعض المناصب الإشرافية أو الإلتحاق باللجان المكونة في أي قطاع حكومي في ديوان الوزارات أو المؤسسات والهيئات الحكومية تصرف عليهم الدولة من ميزانياتها مخصصات مالية كبدلات لمن يعينوا عليها أو يمسكوا إداراتها من المسؤلين كتقدير وتحفيز لمضاعفة الجهد، والملاحظ بقاءهم على هذه المناصب فترات غير محددة تنظيميا، كأن تكون فترات تدوَّر فيها المناصب بين أصحاب المؤهلات المتساوية الذين يحمل أصحابها نفس الطموحات التي هي لدى من هم على تلك المناصب القيادية أو الإشرافية، ليكون التحفيز المالي ينال الجميع، وحتى تكون هناك إستمرارية في حقن حافز حب المثابرة لدى الجميع وبذل المجهود إيمانا منهم في أن قدراتهم الطموحة تمكنهم من إستحقاقهم الوصول حسب الأنظمة للمكان الذي يستحقونه ونيل فرصتهم في المساهمة الفعالة كمسؤلين يقدمون مالديهم، وحصولهم كمن سبقوهم في فتراتهم على الحوافز المالية المخصصة لهم كبدلات تقديرا لجهودهم المضاعفة.
حقيقة علينا أن ندركها اليوم أن الشعب السعودي العامل في جميع القطاعات الحكومية اغلبهم وبنسبة كبيرة عالية ومختلف الأعمار يحملون أعلى المؤهلات ويتساوون في الخبرات، ويطمحون في تسنم القيادة حسب موقعهم في الإدارة داخل ديوان الوزارات أو بالقطاعات التابعين لها، ولهذا من المأمول أن يكون هناك نظام متابع ومراقب دارس لهم ولسلوكياتهم وقدراتهم كمؤشر لمنجزاتهم حتى يكونوا مرشحين في أن ينخرطوا كمسؤلين لهم دور قيادي يساهم في إستمرارية الحركة الطموحة بنفس قوتها لتحقيق الرؤية 2030.
ففي الآلة تكِّل التروس الكبيرة إذا بقيت تعمل طويلا وبشكل مستمر دون صيانتها الدورية وتغييرها بشكل مجدول، وقد تتعطل في عملها، وتؤخر مشغلها في تحقيق أهدافه بسبب الكلل الذي أصاب تروسها.

