النهار
بقلم -السيد جيلان النهاري
[اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)] سورة العلق.
من هنا ومن أرض الوحي وختم الرسالات والنبوة بتوجيه رباني إلى القراءة والكتابة وإكتشافات العلوم فأصبحت من يومها رسالة العلم رسالة خالدة على أرض المملكة العربية السعودية، واليوم في هذا العصر الحديث وفي العاشر من نوفمبر يصادف اليوم العالمي للعلم من أجل السلام والتنمية، ويحتفل بالدور المهم الذي تلعبه العلوم في حياتنا اليومية وفي تحقيق مستقبل مستدام لتسليط الضوء على أهمية العلم ودوره في تنمية المجتمعات وتثقيفهم علميا وفكريا ساميا يعزز الإيمان في قلوب الإنسانية على كوكب الأرض.
فبالإكتشافات العلمية المتلاحقة عبر القرون منذ بدء الرسالة المحمدية عرفت الأمم قيمة المعجزات الإلهية التى ذكرها الله في القرآن الكريم، الذي يبين للعقل الإنساني وأهل العلم أن الكون كتاب علمي ذكرت مفاتيحه في القرآن الكريم للبحث والتدبر وإكتشاف أسراره، وهذا ما نشهده اليوم من نهضة وتطور علمي في جميع المجالات عالميا، يعود مجددا إلى قوم أرض الرسالة عبر أبناء وبنات المملكة العربية السعودية من خلال الإنجازات التي نشهدها في إكتشافات علمية وبراءات إختراعات علمية فيزيائية وطبية وكيميائية وفي علوم التكنولوجيا الحديثة تعطي إستمرارا لجهود القيادات التي خرجت من أرض هذه البلاد منذ 1400 عام فتح الله لهم الأرض ليكونوا بوصلة علوم الأرض بجمعها وتدوينها ونشر كتب أمم الأرض ووضعها متاحة للإنسانية من مشارق الأرض ومغاربها للإستقاء وتلاقح البحث العلمي والإنتفاع بمعلوماته، وإستمرار رسالة العلم كحق متاح لكل طالب علم يبحث لأجل نفع البشرية بما يخدم تقدمها الحياتي في إعمار وبناء مجتمعاتهم.
ففي العقد الحالي الذي يعيشه العالم نجد شهادة المراكز العلمية المرموقة في العالم بما حققته المملكة العربية السعودية من تقدم علمي في كل المجالات وبفكر مؤمن موحد لله تعالى وكيف أستطاعت السعودية عبر أبناءها رجالا ونساء في جميع العلوم الإنسانية والإقتصادية والسياسية والمجالات العلمية الدقيقة الصناعية في مجالات الطب والكيمياء والفيزياء وعلوم الفلك والحسابات الكونية، وبدى ذلك ظاهرا في تحقيق الفوز في العديد من الجوائز العالمية لشبابنا بجنسيهم، وهذا لن يتحقق مالم يكن هناك قيادة واعية وراشدة وحكيمة قامت بحراك تنموي فكري قوي ودعم منقطع النظير في تشجيع العلم والبحث العلمي والإنخراط فيه لأجل رفعة عقلية المجتمع السعودي وتسيد دوره الإنساني العالمي، ومع رؤية السعودية 2030 في عقدها الأول الحالي سنصل بعون الله إلى أن يكون جل المجتمع السعودي يحمل راية العِلم لتكون المملكة العربية السعودية منارة علمية خالدة كما أراد الله في أن يكون مجتمعها حاملا للقلم والعلم الذي علم الله به الإنسان بمالم يعلم.