

علي فالح الرقيقيص البلوي
الأجيال بين مطرقة الطلاق وسندان الضياع
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
نسمع وللأسف في وقتنا الحاضر في مجتمعنا بين الفينة والأخرى عن بعض القضايا الأسرية التي عجت بها أروقة المحاكم عن بعض الرجال الذين تجردوا من المبادئ والقيم وانعدام الشهامة من ضربهم وأهانتهم وتطليقهم لزوجاتهم أمهات اولادهم على أبسط الأسباب بعد عمر طويل من العشرة والعطاء، أو تجد بعض النساء اللاتي تأثرن بالتخبيب الأعلامي وصيحات النسويات يبحثن عن الخلع بحجة الحرية وهي بالحقيقة حرية زائفة دون سبب شرعي يقوم القضاء بأنصافهن من أزواج متسلطون لايقدرون الحياة الزوجية، الطلاق أو الخلع أحلهما الله عندما تكون الحياة مستحيلة بين الأزواج ولاتطاق نهائيا، ولكن هناك للأسف بعض من الرجال والنساء متى ماحدثت هذة الخلافات بينهم يعتقدون على الفور أن الطلاق او الخلع هما أفضل الحلول دون التفكير بعواقبهما، هذة القضية الأجتماعية نغصت على الأسر حياتهم المستقرة و أشغلت المحاكم في قضايا من الممكن أحتوائها ووأد نتائجها الكارثية على الأسرة داخل بيت الزوحية، كما أنها تسببت في تفكك الأسر وضياعها ، بالأضافة إلى ذلك اولئك الأبرياء الذين يدفعون فاتورة هذة الخلافات أو الأنفصال وهم الأولاد(أجيال المستقبل) فيعيشون حياة مضطربة بين أبوين منفصلين بعد أن كانوا يعيشون معهما تحت سقف واحد في حياة مستقرة يسودها الحب والسلام ، فلا شك أن عواقب خلافات الازواج ومن ثم أنفصالهم تتبعة مشاكل نفسية وتأثيرات دراسية وسلوكية على الأولاد الذين هم اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات، فالدولة أعزها الله ركزت على هذا الجانب وأهتمت به أهتماما كبيرا، فأنشئت مكاتب الأصلاح في المحاكم وزودتها بمصلحين متخصصون هدفهم تقريب وجهات النظر بين الأزواج ورأب الصدع بينهم لثنيهم عن هذه القرارات المصيرية التي تتسبب بهدم كيان الأسرة وتشتتها مما ينعكس سلبيا على الأولاد ومستقبلهم ، فتصبح مشاعر القلق في داخل قلوبهم بعد أن كانوا يعيشون حياة مستقرة يسودها الحب والأطمئنان وأصبح الأبوين مصدر القلق لهم بدل أن يكونان مصدر أمان لهم، فالخلافات الأسرية كما هو معروف تخلق بيئة غير صحيحة لتربية الأبناء التربية الصحيحة، فعلى كل الأمهات والأباء أن يحافظوا على هذة الأمانة وأن يصبروا قدر المستطاع على أي خلافات تحدث، ويحكموا دائما لغة العقل والحلم والتغاضي فيما بينهما من أجل تجنب هذة النتائج الكارثية على الأسرة والمجتمع ،فالخلافات الزوجية قد تحدث بين الأزواج، ولكنها تحتاج للكثير من التنازلات بين الأم والأب،وقد حدثت الخلافات في بيت النبوة الشريف مع زوجاتة أمهاتنا رضي الله عنهن وأرضاهن، ولكن كان تعاملة علية الصلاة والسلام مع هذة الخلافات الزوجية بالحكمة والحلم واللين وسعةالصدر، فإن كان الأنفصال بين الأزواج لامناص منة ووصل إلى طريق مسدود ، عليهم أن لاينسوا الفضل بينهم ولايجعلون الأطفال بينهم تصفية لحساباتهم، ويبعدوهم عن هذا النفق المظلم وهو نفق الأضطرابات النفسية الذي يؤدي للضياع فالأولاد لاذنب لهم ذنبهم الوحيد أن الأم والأب لم يتجاوزوا هذة الخلافات من أجلهم، عليهم أن يشتركوا في تربيتهم التربية الصحيحة وكأن هناك أنفصال لم يحدث ، اللهم أصلح بين كل زوجين واجعل بينهما المودة والرحمة.
كتبة/علي فالح الرقيقيص البلوي.

