

محمد سعيد الحارثي
الكاتب محمد سعيد الحارثي
بمناسبة اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر للسنة الميلادية 2023 وهو في كل عام موعد الإحتفاء باليوم العالمي للغة العربية والذي أقرته منظمة اليونسكو المنبثقة عن هيئة الأمم المتحده يأتي هذا اليوم ويمضي ولا نرى له أثرا على هذه اللغة العظيمة والجميلة سوى كتابة بعض العبارات والأقوال المأثورة والندوات عنها فقط لا غير وما هي إلا سويعات من الوقت وما نلبث حتى نعود أدراجنا حيث كنا وما نلحظه ونشاهده على أرض الواقع بأنه لا يوجد سياسة للمعنيين بهذه الإحتفائية لهذه اللغة سواء من التعليم ممثل بالجامعات وذلك من خلال أقسام اللغة العربية ومنسوبيها من الأكاديميين كذلك وزارة الثقافة ووزارة الإعلام لا شيئ عندهم سوى الشعارات والمحاضرات كما ذكرنا ذلك سابقا ولكن في حقيقة الأمر لم نر الجهات المعنية والتي اشرنا إليها قامت بوضع سياسات ممنهجة طويلة الأمد للنهوض باللغة العربية وإحيائها في نفوس وألسنة أهلها وأن لا نكتفي فقط بالإحتفاء بل يجب علينا إتباع سياسة الإحياء مثل إيجاد معلمين أكفاء يملكون مهارة لتعليم هذه اللغة للطالب النشئ في بداية مراحلة الدراسية وتشجيع الطلاب والطالبات للتحدث باللغة العربية من خلال تحفيزهم بالدرجات كذلك وضع مسابقات تنافسية وبحوافز مادية مجزية للمتسابقين وإقامة المهرجانات في الأماكن العامة في المتنزهات والمراكز التجارية الحديثة (الأسواق) أمام الجمهور وهذا ماننتظرة من القطاع الخاص ودوره في المساهمة في إحياء هذه اللغة الذي تقع عليه مسئولية نحو مجتمعة وكل هذه العوامل من اجل النهوض بلغتنا كفيلة لإيجاد بيئة نقية لها وبالتالي خلق جيل جديد يحب لغتة ويحفظها كذلك مايقع على عاتق وزارة الإعلام ممثلة في هيئة الإذاعة والتلفزيون واول خطوة إلزام المذيعين والمذيعات التحدث باللغة العربية الفصحى كذلك وضع برامج تعليمية وتثقيفية باللغة الفصحى خصوصا لفئة الصغار لإنتاج برامج تعليمية تكون على غرار برنامج "إفتح ياسمسم" للأطفال الذي كانت سمته تعليميا وتربويا وترفيهيا في نفس الوقت والذي كان ينتج بنسخة معربة والذي تم إنتاجة وعرضة في عام 1979م على تلفزيونات دول الخليج العربي والذي كان من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، وأنتج الجزء الأول منه سنة 1979م والثاني سنة 1982م وهو يعتبر مسلسلا تعليميا ترفيهيا وهو نسخة عربية من مسلسل أمريكي اسمه شارع السمسم (بالإنجليزية: Sesame Street). وكان ذلك نتاج وزارات الإعلام بدول الخليج العربية والتي كان لها أدوار فاعلة من خلال القنوات الرسمية الحكومية قبل حقبة ظهور القنوات الفضائية التجارية وحين ظهورها ساهمت وساعدت في إضعاف هذه اللغة من خلال إعتمادها على اللهجات المحكية لكل دولة عربية وكانت هذه المؤسسة العتيدة تؤدي رسالة تربوية وتعليمية للأطفال فهذه البرامج الناجحة هي التي تساعد على تعلم اللغة وتعلق بذهن النشئ حتى الكبار وخلال هذه السنين الطويلة لم يقدم برنامجا يخدم اللغة العربية بجودة وقوة إفتح ياسمسم على مستوى الوطن العربي مواز ويحاكي هذا البرنامج وبالتالي نجد أنفسنا بأننا مقلدون وليس مبتكرون أعجبني مقال كتبه الكاتب البريطاني بصحيفة الإندبندنت البريطانية العريقة وبنسختها العربية "مارتن شيلتون" والمتخصص في الشئون الثقافية بالصحيفة عن قصة إبتكار البرنامج الأمريكي (شارع السمسم) والذي أحتفل بعيده الخمسون والذي يعتبر منتجا ثقافيا مبتكرا ورائدا والذي سحر العالم لعدة عقود لذا كم نحن بحاجة إلى إبتكار وتطوير برامج من هذا النوع وفي الختام تبقى هذه اللغة العظيمة هي هويتنا القومية وهي اللغة الخالدة من بين لغات العالم كيف لا وهي لغة القرأن والذي من خلال تعلم قراءته وتجويدة يعتبر العامل الرئيسي لإتقان اللغة العربية الفصحى وستبقى هذه اللغة مابقي وعي لدينا بأهمية هذه اللغة وهذا البحتري الشاعر العباسي يؤكد على أرومة العرب في هذا البيت:
نحن أبناء يعرب أعرب الناس
لسانا، وأنضر الناس عودا

