محمد سعيد الحارثي
بقلم الكاتب- محمد سعيد الحارثي
عمل التطوع هو ليس ثقافة جديدة على المجتمعات بل هو قديم بقدم هذه المجتمعات والإستيطان البشري عامة، فكانوا الناس يساعدون بعضهم البعض، وأن يكونو عونًا لبعضهم متعاونين متكاتفين فيما بينهم.
وهذا ماكانت عليه المجتمعات على هذه البسيطة قبل الثورة الصناعية وتطور الحياة المدنية، وهذا ما ينطبق على مجتمعنا في المملكة العربية السعودية، نجد أن في بداياتها وتكوينها كانت أحوال الناس بسيطة والدخل محدود، فكانت الناس في حاجة لبعضهم.
ففي ثقاقتنا نحن كمجتمع سعودي موجود في اللهجة المحلية الدارجة مصطلح (الفزعة)، وهذا اللفظ له عدة إشتقاقات ومعنى في معاجم اللغة، فمعناه الإغاثة والعون وعند أي خطب ومساعدة الغير، واخذ الناس في تكريس مفهوم هذا اللفظ العامي، نجد يقابله بالمعنى الآخر مصطلح (التطوع)، فتجد الناس يفزعون أو يتطوعون مع بعضهم في بناء منازلهم بالأدوات المتاحة لهم قديمًا، ويقفون بجانب بعضهم في أي مناسبة كانت فلا يتخلون عن بعضهم وخصوصا في الشدائد ولكن هذا العمل أخذ الصفة التنظيمية والرسمية.
وكثقافة تطوع والتي لم تكن محصورة في عمل معين بل في عدة مجالات، فنجد نشأة هذا المصطلح كانت في دورة الألعاب الأولمبية الرياضية الصيفية بإستوكهولم، وكان ذلك بتاريخ 1912م، وكان عدد أفراد المتطوعين ستة أفراد، ومنذ ذلك التاريخ أخذ في الإزدياد أعداد المتطوعين في كأس العالم، والتي حينها أقيمت بروسيا في عام 2018م ما قبل النسخة الأخيرة بقطر، حيث وصل أعداد المتطوعين في حدود 180000الف.
فإذا أخذنا مصطلح تطوع في النصوص القرأنية، فنجد هذا اللفظ ورد ذكره في القرأن الكريم في كذا موضع، وفيها إستدلال على معنى التطوع في العبادات والصدقات وكل عمل إنساني يقوم به الإنسان، وليس فقط المسلم فهو بلاشك من أنبل الأعمال صفة للإنسان أيا كان معتقده الديني.
# ومضة #
أنشد شاعر في بيتين يقول فيهما:
صنع الجميل وفعل الخير إن أثرا
أبقى وأحمد أعمال الفتى أثرا
بل لست أفهم معنى للحياة سوى
عن الضعيف وإنقاذ الذي عثرا