

جيلان النهاري
يوم التطوع السعودي العالمي 05 ديسمبر 2023م .. عطاء وطن .
بقلم: جيلان النهاري
العطاء سنحة تميز سلوك العربي عبر الزمان، تصفحت كتب التاريخ العربي لأكون أكثر مصداقية فيما سأكتب عنه اليوم في صفة التطوع الذي يتميز بها هذا الإنسان العربي الذي علَّم البشرية القيمة الحقيقية في معنى العطاء.
وجدت في التاريخ العربي قصصا في نبل العطاء لا تعد ولا تحصى وراء تلك القصص رجل عربي وامرأة عربية، بيت عربي، مجتمع عربي، أرض عربية صرفة دائما أعيد وأكرر إسم الأرض العربية اليوم هو المملكة العربية السعودية.
فالعطاء العربي ليس فقط فرقة منظمة تريد الظهور على أنها تعمل في خدمة مجتمعية فقط، بل العطاء عند العربي متغوِّر في جيناته ومتوارث في الأجيال العربية عبر الزمان، فالعطاء العربي كان عرفا في أفعال العربي يسجله ويتناوله مجتمعه في البيت والأسرة والقبيلة والمجتمع والدولة.
العربي ترجم العطاء في البذل بالنفس والمال والأخلاق والشهامة في كل النواحي الحياتية المحيطة به، فهو يبذل العطاء دون أن يكون ذلك تميزا له بل يبذله لأن ذلك طبيعته التي نُسِجَت عليها في التعاملات مع الظروف التي تتطلب منه بذل هذا العطاء.
نَمَت الحياة العربية حتى وصلنا لهذا الزمان زمن رؤية السعودية 2030 والتي رأى فيها المجتمع هول طاقة العطاء في مجالات الخدمات المجتمعية لدى أبناء هذا البلد العظيم والفخور بأبناءه وبناته في أكثر من قطاع مؤسسي سواء كان حكومي أو مؤسسي ريعي أو تجاري يمكن الجميع من الملك إلى العامل البسيط في الخدمات البسيطة في تقديم العطاء بكل أريحية وبلا تعب أو نصب وهم في قمة السعادة والشعور براحة البال مما يقدمه من نتائج تعود بالنفع العام.
نعم قامت الحكومة وبتوجيهات ودعم قيادي ملكي في إستقطاب كل شاب وشابة عبر المؤسسات الغير ربحية تعنى ببذل العطاء، وشجعت أصحاب رؤوس الأموال والشركات على المشاركة المجتمعية مع هذه المؤسسات، كما قامت الإرادة الملكية بالإهتمام في كيفية الإستدامة لهذا النوع من العمل النبيل المعروف بالعطاء، فتحت مجال التنوع في تقديم الخدمات الإنسانية وحصر جميع هذه الخدمات وتصنيفها وتسميتها ودعمتها بأن سمحت لكل قادر على العطاء وبإجراءات وتنظيمات وآليات ذات جودة في فتح جمعيات ومنظمات وهيئات تقوم بواجبها الإنساني من خلال العطاء النبيل.
غدا الثلاثاء 05 ديسمبر في كل شبر من تراب الوطن يرتدي المواطن السعودي شعار [ عطاء وطن ] في مناسبة اليوم السعودي العالمي للتطوع ومن خلال الجمعيات الناشئة التي سمحت لها الدولة في تقديم مايمكن تقديمه بإمكانياتها التي بدأت بها حسب قدراتها في تقديم العطاء داخليا إلى الهيئات الإغاثية والإنسانية الممثلة لهذا البلد وحكومته وشعبه خارجيا.
نعلم جميعا أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، فإن الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- كان قد أقام للقطاع غير الربحي مساحته ضمن الكيانات المؤسسية، حيث أصدر جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله- في عام 1928م نظامًا لتوزيع الصدقات والإعانات يحدد أهداف الرعاية الاجتماعية ومجالاتها، ومنذ ذاك الوقت توالت وتوسعت مساحة الخدمات الداخلية الخيرية والتطوعية وبذل العطاء لتشمل العطاء في قطاعات:
●البيئة.
●التأييد والمؤازرة.
●التعليم والأبحاث.
●التنمية والإسكان.
●الخدمات الاجتماعية.
●الدعوة والإرشاد.
●الصحة.
●دعم العمل الخيري.
لنصل مع رؤية السعودية 2030 إلى أفق أعلى في تمكين هذه القطاعات من خلال برامج الإستقطاب للشباب والشابات، والعمل عليهم بالتطورير والتدريب وتبني الأفكار ودعمهم وتشجيعهم، وتمكينهم في التقدم الحياتي والعملي بجانب العطاء الإنساني حتى وصل الإهتمام بهم بأن يحق للجميع تقدير هؤلاء المعطائين بأن يتم منحهم شهادات تقدير وإعتراف بمعروفهم الإنساني يساعدهم على بناء مستقبلهم الدراسي والعملي، لنفخر جميعا بهم.

