

منى يوسف حمدان الغامدي
الإعلام والتعليم ودورهما في تعزيز منظومة قيم التسامح
بقلم / منى يوسف الغامدي
التسامح قيمة إنسانية رفيعة المستوى وفضيلة أخلاقية وضرورة مجتمعية يسهم هذا المفهوم في حماية النسيج المجتمعي والسمو إلى مرتب أخلاقية عالية وستظل شريعتنا الإسلامية السمحة مرتكزا نرجع إليه ونفاخر به بين الأمم حيث أرسى نبي الأمة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام دعائم ومعاني التسامح والتعايش ورسم خارطة الطريق الإنسانية التي تمركز محورها حول قبول الآخر ويحتفظ التاريخ البشري بأن الوثيقة النبوية التي أقرها النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام لتشكيل مجتمع متعايش يتضمن شرائح مجتمعية متنوعة من ديانات مختلفة وقبائل عدة من العرب واليهود وبين المهاجرين والأنصار . ديننا الإسلامي الحنيف بدأ بدون مذاهب عزز قيمة التسامح في المجتمع الإنساني والإسلامي.
واليوم نعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيده الله بنصره وبمتابعة حثيثة من قبل سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي تؤكد فيه المملكة العربية السعودية على أهمية التسامح كقيمة ومبدأ إنساني يتضح جليا في الخطابات الملكية في كثير من المحافل المحلية والدولية والمناسبات الدينية والتي تؤكد على العزة التي أولانا الله إياها وتركز على نشر قيم الاعتدال والوسطية لتحقيق الأمن والسلام لتنمية البشرية كافة . واستمرارا لهذا النهج جاءت رؤية 2030 لتدعو إلى بناء مجتمع حيوي ، قيمه راسخة مستمدة من القيم السامية القائمة على الاعتدال والوسطية ونبذ كل متطرف، وتنظم علاقة الأفراد بعضهم ببعض، وتساعدهم على الاندماج والايجابية في محيطهم الاجتماعي بطريقة تعزز الهوية الوطنية للمجتمع، وتبني شخصية أفراده ويتجلى ذلك في برنامج تنمية القدرات البشرية وبرنامج جودة الحياة المنبثقة عن رؤية 2030.
ويعد مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري رائدا في تعزيز منظومة قيم التسامح في المجتمع السعودي ويعقد الشراكات النوعية مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي كما ينفذ العديد من الملتقيات الثقافية والفكرية في مختلف مناطق المملكة تأكيدا لهذا الدور المتميز لهذا المركز المتميز في خططه والذي يؤكد على أهمية نشر القيم الإنسانية بتشاركية عالية مع الإعلام السعودي الذي يعيش حالة متألقة في العطاء المتجدد المواكب للتحديات والتطور الذي تعيشه البشرية اليوم .
دور التعليم والجامعات لها دورها الجوهري والتي تستقطب شباب الوطن تؤكد دوما على مواكبة الحدث وهاهي وزارة التعليم تصدر تعاميمها التي تحث على تفعيل هذا اليوم العالمي للتسامح مواكبة لكل ما يحدث في العالم اليوم وتأكيدا على المواثق الدولية والمعاهدات الإنسانية التي يسهل نشرها والحديث عنها في كل المناشط التعليمية بتفعيل استثنائي للأنشطة الطلابية ووحدات التوعية الفكرية التي تسهم بدورها أيضا في نشر الفكر المعتدل ونبذ التطرف ، فكان للمركز شراكة متميزة في محافظة ينبع مع مدرسة أم المؤمنين عائشة للطفولة المبكرة بينع الصناعية لتقديم محاضرة حوارية عن منهجية التسامح المجتمعي واستقطبت حضورا من كافة مناطق المملكة عبر قنوات التواصل عن بعد.
وهنا في منطقة المدينة المنورة ضمن منظومة العمل الوطني المشترك مع كافة مناطق المملكة تعقد هيئة الصحفيين السعوديين بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري فعالية حوارية للحديث عن دور الإعلام والتعليم في تعزيز منظومة قيم التسامح من أجل حراك ثقافي حضاري إعلامي يليق بفكر وثقافة المجتمع السعودي اليوم والتأكيد على مواكبة توجهات القيادة الحكيمة وتحقيق مستهدفات رؤية وطن طموح يحقق معايير جودة الحياة في أجمل صور التواصل الحضاري الإنساني.

