عبدالغني بن محمد الزهراني

١٠:٠٢ م-١٣ نوفمبر-٢٠٢٣

الكاتب : عبدالغني بن محمد الزهراني
التاريخ: ١٠:٠٢ م-١٣ نوفمبر-٢٠٢٣       31845

فتْرةُ الإخْتباراتِ منْ افضلِ الفتراتِ عندمَا تكونُ على سبيلِ الذِّكرياتِ واما بالنّسبةِ للأبناءِ و الاخوةِ طلّابُ العلمِ فهمْ يمرونَ الآنَ بوقتٍ تختلطُ فيهِ المشاعرُ بينَ القلقِ و الإهتمامِ و المراجعةِ والمذاكرةِ والمدارسةِ فالواجبُ علينا الدعاءُ لهمْ و كذلكَ تيسير و توفيرُ السّبلِ الموصلةِ إلى الطّمأنينةِ والراحةِ النّفسيةِ وصفاء الذهن وعدمِ الإثقالِ عليهمْ بالطّلباتِ أو المشاغلِ كي تكونَ أذهانهمْ صافيةً و أفهامُهم واعيةً . 

وأما طلّابَ العلمِ فينبغي عليهمْ تذكرُ قوله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلّم :( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًاً سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًاً الَى الْجَنَّةِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 

وهذا عامٌّ يشملُ الطّريقَ المعنويَّ وهوَ الطّريقُ الّذي يُتوصّلُ بهِ إِلى العلمِ؛ كحفظِ العلمِ، ومدارستهِ ومذاكرتهِ، ومطالعتهِ وكتابتهِ، والتّفهّمِ لهُ.
والطّريقُ الحسّيّ وهوَ الَّذي يجتهدُ فيهِ المرء ، ويسيرُ فيهِ على الأقدامِ ؛ مثل أن يأتي الإنسانُ منْ بيتهِ إلى مكانِ العلمِ، سواءً كانَ مكان العلمِ مسجدًا، أو مدرسةً، أو جامعةً، أو غيرَ ذلكَ ممّا يتناولهُ عمومُ اللّفظ

فإذا استشعرَ الطّالبُ هذهِ المعانيَ كانَ لهذا بالغُ الأثرِ على نشاطهِ وهمّتهِ لبلوغِ مرادهِ وغايتهِ 

وكذلكَ يحرصُ الطالبُ على ما يبعثُ الطّمأنينةَ في نفسهِ ومن أنجعِ الطرقِ في ذلكَ القُرْآنِ ،
ولا زلتُ اتذكّرُ اخرَ اختبارٍ لي في الجامعة مادة الحديث ونحنُ في قاعةِ الإمتحانِ والطّلّاب بينَ متوتّرٍ و خائفٍ و واثقٍ و متردّدٍ وَإذ بشيخنا أَ.د صالح الغزالي حفظهُ اللّه يسأل هل يحفظُ احدكمْ شيْئًا منْ آياتِ السّكينةِ فقالَ احدُ الزّملاءِ نَعم فقرأَ لنا ما تيسّرَ منْ سورةِ آل عمران و كانَ ذو صوتٍ جميلٍ فهدأَتِ النّفوسُ واطمأنّت وزال القلقُ ثمَّ استعنَّا باللّهِ وبدأنا الاختبارَ ؛ 

وهذا مثالٌ واقعيٌّ ممّا في ذاكرتي لموقفٍ حرص فيهِ المعلّمُ على اطمئنانِ الطّالبِ حتّى قبيلَ الإختبارِ مراعياً في ذلكَ مشاعرَ طلّابهِ ومتفهماً لما يمرّ به الطالبُ من ضغوطات و يقيناً منه بما في القرآن من تأثيرٍ على سكون النفس ، صحيح أنّ التّلاوةِ لم تستغرقْ  إلا بضعَ دقائق ولكن كانَ لها بالغ الأثر على نفوسنا و هذا منْ فقهِ شيخنا حفظهُ اللّه  ورأفته بِطلّاب العلم ومراعاةِ أحوالهم .