

جيلان النهاري
إنها الخير لكل من أقام على أرضها وكانت فاتحة خير لكل من غادرها.
بقلم: جيلان النهاري
[إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق].
أرض العرب وأرض الرسالة، مجتمع مكارم الأخلاق الذين تممتها لهم رسالة الإسلام، فخرجوا أصقاع الأرض داعين البشرية إلى الله برحمة الإسلام متحلين بمكارم الأخلاق، حتى أصبح إبن أرض العرب المعروفة اليوم بالمملكة العربية السعودية كما هو نبتة أرض القرآن بن البلدة الطيبة ذو القيمة والسمعة الكريمة الأخلاق عند شعوب الأرض، فكانت بلده السعودية وبحكمة القيادة المتوارثة والمتوازنة لآل سعود وسمو مقامهم الإنساني التي كانت هي موثق مكان الثقة والإرتياح في التعاملات لدى الدبلوماسية العالمية.
في وطني المملكة العربية السعودية وأعود بذاكرتي منذ مايزيد عن 30 عاما عملت بها في أحد أكبر مستشفيات وزارة الصحة حيث كانت البدايات بزمالة عدد من الكادر الصحي الأجنبي من الصين (تايوان) والفلبين ومصر ومن دول المغرب العربي، وكان يلفت إنتباهي حرص العديد منهم في تلقي ماتمكنهم به مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة من توفير أحدث وأفضل التجهيزات الطبية، وخاصة مايمكن كادر التمريض من تحقيق الخبرة الكافية وتدوينها في سيرهم الذاتية لهدف تأهلهم في الحصول على فرص عمل لدى كبرى مستشفيات دول العالم المتقدم، كأوروبا وكندا وأمريكا.
وعند سؤالي للعديد منهم أفادو أن المملكة العربية السعودية هي بوابة لعبورهم إلى تلك الدول وللأسباب التالية:
● بيئة العمل الآمن في المملكة العربية السعودية.
● التجهيزات المتقدمة المعتمدة في الدول المتقدمة التي توفرها المستشفيات السعودية، ويتم تأمينها حتى قبل أن تدخل مستشفيات تلك الدول المتقدمة لعدم القدرة على تأمين تكاليفها والتي تمتنع شركات التأمين الصحي في تلك الدول عن دفع تكاليف الخدمات الصحية التي تغطي كفاءة إستخدام تلك الأجهزة.
وتعتبر هذه من الخبرات المضافة للسيرة الذاتية للكادر الأجنبي الذين يعملون في مستشفياتنا الحكومية والخاصة.
حقيقة وجدت أن هذا لم يكن فقط في مجالات الصحة، بل كان في مجالات الهندسة ومجالات المحاسبة ومجالات كثيرة متعددة لكثير حصلوا على قبول فيز الهجرة إلى الدول المتقدمة، لإيمان تلك الدول أن من يتقدم بطلب الهجرة من المقيمين في السعودية إلى تلك الدول لن يكون إلا شخصية قادمة من دولة آمنة ولا تقبل إلا من جاء للعمل واكتساب الخبرة وإلتزامه بأنظمة المملكة العربية السعودية التي تكفل الأمن للمقيمين على أراضيها.
ففي رحلاتي إلى العديد من الدول الغربية كنت ألتقي في المؤتمرات والمعارض التي كنت أحضرها بمدراء شركات عالمية عرب وآسيويين كانوا يعملون في بداياتهم في السعودية، وكنت أجد عدد من الذين يعملون في تلك الدول ممثلين للشركات يعترفون أن الذي مكنهم من الحصول على المكانة العملية ونيل الإقامة في تلك الدول أو حتي حصولهم لجنسية تلك الدول هو أنهم كانوا يعملون في السعودية التي كانت بوابتهم المشرفة لهم لنيل ثقة إدارات الهجرة في تلك الدول من قبولهم للعمل فيها كل حسب ما جاء للعمل من أجله.
من القصص التي أكدت لي ماكانوا يقولونه، أنه كان لدي عامل سائق من أحد الدول العربية تزوج من أفريقية تحمل الجنسية الأمريكية في أحد إجازاته، وعاد بعد الإجازة يخبرني أنه يريد الإلتحاق بزوجته في أمريكا، وكان أحد العوائق أنه لن يستطيع اللحاق بها لو كان يعمل في بلد غير المملكة العربية لن يستطيع نيل الموافقة للحاق بزوجته في أمريكا، مضيفا أن السمعة الطيبة في الأمن والأنظمة المعمول بها في المملكة العربية السعودية والتي تنعكس على سلامة الإنتظام لدى من يتمتع بالإقامة والعمل في السعودية هو مايشفع له ويشجعه على التقدم بطلب اللحاق بزوجته الأمريكية الجنسية الأفريقية الأصل.
وفعلا تقدم، وبعد عدة أشهر نال الموافقة وأخذ خروجه النهائي متوجها لأمريكا.
وقد صادفت العديد من المقيمين العرب أو الأفارقة وحتى الآسيويين في دول أوروبا من العمالة البسيطة وكذلك المتخصصة، وكنت فضوليا في سؤالي لهم هل زرتم السعودية من قبل وهل أديتم العمرة، فكان غالبهم إجاباتهم أن بداية هجرتهم كانت من هذه الأرض الطيبة حيث أستطاعوا من جمع المال الذي أهلهم لدفع تكاليف طلبهم للهجرة، وتكوين سيرة ذاتية تؤهلهم لقبول طلباتهم لدى دوائر الهجرة في تلك الدول المتقدمة.
حقيقة المملكة العربية السعودية إنها فاتحة الخير لكل من أقام على أرضها وكانت فاتحة خير لكل من غادرها.

