الكاتب : لواء م عبد الله ثابت العرابي الحارثي
التاريخ: ٠٦:٢٢ م-٢٧ اكتوبر-٢٠٢٣       29260

 

مع احترامي لقناعات وأنماط وسلوكيات الناس واختلاف مشاربهم وثقافاتهم في المباركة أو المواساة، إلا أنني لدي وجهة نظر أود طرحها.

لايخفى عليكم جميعاً أن أجمل لحظات السعادة والفرح وسنامها عند الإنسان، هو عندما يشاركه الأقارب والأحباب والأصدقاء فرحته عبر الزيارة أو الاتصال، أو حتى رسالة للتعبير عن مشاعرهم وسعادتهم بما حدث من أفراح، وكذلك الحال بالمواساة في الأتراح.

بل إن هناك من ذهب إلى أن قيمة هذه المشاعر عند المحتفى به تعادل الفرحة نفسها، لأنه لا طعم ولا لذة ولا ذوق لفرحة لا تجد من يشاركك إياها.

كثرت مشاغل الناس التي أضحوا يبنون عليها أعذارهم وتبريراتهم، إن حصل تقصير منهم في عدم مشاركة أهلهم وأقاربهم وأصحابهم أفراحهم وأتراحهم. 

وزاد تطور التقنية والاتصالات من الفجوة في العلاقات، أكثر مما كانت موجودة عندهم مسبقاً، وشرعها لمن لم يعرفها مسبقاً، إلا من عصمهم الله، لأن هذه صلات ربانية أجرها عظيم وأثرها أطيب وأعظم في نفوس من تواصلهم وتتصل بهم.

الشواهد كثيرة على أن هذه العلاقات تعاني، وأنها في حاجة إلى مصارحة مع الذات من أجل المعالجة، أنتم ونحن نشاهد ما يحدث في القروبات من تهاني وتبريكات أو مواساة. 

فنرى نسخ وإرسال بل إن البعض "يتكاثر" حتى النسخ فيعمد إلى التحويل أسهل، فتبدوا مشاعرهم أمام من يهنئه كأنها باردة رخوة وغير دافئة، ولن أقول إنها غير صادقة بل مجاملة، حتى لا يقال لماذا لم يهنئ ويواسي. 

يا أخي عبر عن مشاعرك ولو بكلمة، اقتبس أو شارك بعض المشاركات الجميلة، ولكن أضف عليها شيء من مشاعرك، ولاتكن تابعاً ومنقاداً حتى في مشاعرك، ارمي رداء الكسل واللامبالاة في التعبير عن مشاعرك.

ليس بالضرورة أن من يعمد لهذا غير محب أو كاره إطلاقاً ولكنه خمول المشاعر وضعف الهمم وعدم استشعار عظمة هذا التواصل. 

وتأكد أن أصحاب المناسبة يفتقدون الغائب عن مشاركتهم أيضآ يقيمون دفء وصدق مشاركته.

بقلم :اللواء م.عبدالله ثابت العرابي الحارثي