منى يوسف حمدان الغامدي

١٢:٤٣ م-١٠ سبتمبر-٢٠٢٣

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ١٢:٤٣ م-١٠ سبتمبر-٢٠٢٣       492470

محمد بن سلمان...

 وموعد مع الابداع والابتكار في كاوست

 

بقلم / منى يوسف الغامدي

 

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية – كاوست-منذ تأسست في ديسمبر عام 2006م وهي تتميز في أبحاثها وابتكاراتها وبحوثها، وها هي اليوم تشهد عصرا جديدا بإطلالة مميزة لسيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء الجامعة والذي أعلن عن استراتيجيتها الجديدة التي تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والابتكار والتطوير.مشروعات اليوم تجعل العالم يشهد حراكا تنمويا فريدا من نوعه ويمتلك الكثرة والتنوع والتميز في الأفكار غير المسبوقة والتي لم نشهدها من قبل وأصبحنا نلاحق مشروعا تلو الآخر ونترقب كل يوم من هذه القيادة الطموحة التي ترى بعين ثاقبة نحو المستقبل وتستهدف كل القطاعات في المملكة، وكثرة المشاريع والمبادرات مؤشر على ارتفاع معدل الإنجاز الوطني وشمولية الحراك القائم في المملكة.

ولي العهد يؤكد من خلال هذه الاستراتيجية الوطنية على أهمية منظومة التعليم وما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030 في هذا القطاع من أجل تحسين بيئة التعلم لتحفيز العلم المرتبط بالإبداع والابتكار وتحسين المناهج وطرق التدريس، وتثقيف الطلاب  لتلبية متطلبات التنمية الوطنية ومتطلبات سوق العمل.الرؤية الوطنية المباركة فريدة من نوعهاتؤكد كل يوم على استثمار العقول المبتكرة وتتبنى المواهب والمبتكرين والمبدعين .

من هذه المبادرة أراد ولي العهد أن يخرج تعليمنا من بوتقة الحفظ واسترجاع المعلومات التقليدي إلى آفاق شاسعة تحلق بنا لعالم الابتكار والاختراع والابداع والفكر الخلاق القادر على صناعة المعرفة المبدعة بعمق فكري يواكب متطلبات المرحلة الراهنة يبحر بنا نحو المستقبل الذي لا يعترف الا بالحالمين المبدعين صناع الحضارة.

جامعة كاوست منذ تأسيسها أنشأت تسع مراكز أبحاث لدعم خططها وتحت مظلة التعاون البحثي الدولي ويتم دعم باحثي الجامعة من خلال شراكات انشأتها الجامعة مع أفضل مؤسسات البحث العلمي في العالم مثل:

معهد ماساشوستس ، جامعة ستانفورد،جامعة كاليغورنيا في بيركلي، جامعة كامبريدج، المعهد الفرنسي للبترول

ن جامعة سيئول الوطنية ، كلية إمبريال (لندن)، جامعة هونج كونج للعلوم والتقنية.

هذه البيئة الخصبة للبحث العلمي تعد بيئة جاذبة لإطلاق هذه الاستراتيجية الوطنية لاستشراف تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار عندما نسلط الضوء على مكامن القوة التي نمتلك وهي قوة الفكر وطاقة الشباب وتوجيه فعال نحو الاستثمار في العقل البشري ليكون فاعلا في المنظومة الاقتصادية الوطنية ليضع بصمة حقيقية مؤثرة حاضرا ومستقبلا.

تسليط الضوء على الأولويات الوطنية يضعها صانع القرار ومشرعه ليكون محل الاهتمام وفي منظور جيل اليوم لينطلق ويبحث ويفكر في مستقبل صحة الانسان والاهتمام بالبيئة والبحث العلمي الذي يسهم في معالجة ومواجهة التحديات المحلية والإقليمية والعالمية .ولتقدم نموذجا حقيقيا متفردا في دعم البحوث العلمية التي تعالج المشكلات بأفكار إبداعية. وهاهي كاوست تعقد اتفاقيات وتبرم عقودا وتقيم علاقات تعاون مع جهات الاختصاص كما هو الحال في مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي يعد معلما وطنيا يشار له بالبنان بمركز أبحاثه المتميز من أجل ابتكار تقنية جديدة للاكتشاف المبكر للفيروسات والميكروبات بشكل عام ، كذلك التقنية والطاقة المتجددة ، واقتصاديات المستقبل وتعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص وهو أمر يتطلب أن تكون كل الأبواب مشرعة بين الجامعة وبقية القطاعات ذات الشأن في حركة الاقتصاد السعودي لتقديم ابتكارات تساعدها على زيادة التنمية وتحقيق مستهدفات الرؤية .

تم اختيار كاوست لتحقيق هذا الهدف المنشود ينطلق من معرفة ولي العهد بقدراتها وإمكاناتها المتوافقة مع الرؤية المتجددة بفكرها ومشاريعها ومبادراتها النوعية المتميزة التي جعلت المملكة اليوم محط الأنظار في كل المجالات وأحدثت حراكا تنمويا استثنائيا وحققت مؤشرات أداء فائقة الجودة يتم رصدها من مراكز عالمية متخصصة في هذا المجال، مما غير الصورة النمطية عن المملكة وقدراتها إلى صورة ذهنية مشرقة ومبهرة.

هذه الجامعة التي تستقطب طلاب وطالبات من جميع دول العالم يأتون هنا من أجل وجود بيئة حاضنة للعلم والبحث والابتكار ويتم تخريج عدد كبير من الطلاب من مختلف الجنسيات يتلقون تعليمهم ودراساتهم العليا هذا الصرح التعليمي الفريد من نوعه على كوكب الأرض.

هذه الحقبة التاريخية التي نعيش تعزز وترسخ مكانة المملكة العلمية والأكاديمية لتكون المملكة منارة للعلم والمعرفة ومصدر حقيقي للإلهام والابتكار ورعاية الموهوبين والمبتكرين والمخترعين بما يتماشى مع طموحات رؤية 2030.

من خلال هذه الاستراتيجية ستصبح بلادنا مركزا ابتكاريا ممثلا في كاوست لتوفير فرص نوعية للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب بما يمكنهم من تطبيق العلوم والبحوث وتحقيق الأهداف الوطنية بأولوياتها ، من خلال مبادرات تمثلت في إطلاق معهد التحول الوطني للبحوث التطبيقية، وإعادة تنظيم معاهد الأبحاث في الجامعة بما يتماشى مع المستجدات ، وتأسيس صندوق الابتكار التقني العميق بميزانية تقدر ب (750) مليون ريال الهادف الى الاستثمار المبكر في الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في التنمية الفائقة ، بما يعزز التنوع الاقتصادي ويسهم في توليد الوظائف التقنية النوعية.

نحن أبناء الوطن اليوم معنيون ببرمجة عقولنا على أن نعيش هذا الحراك القيادي والتطلعات والطموحات العظيمة وحري بمن يعملون في قطاع التعليم العام والعالي إدراك دورهم وتفعيله بطريقة ملائمة لهذا الفكر وهذا التوجه نحو إعلاء قيمة العلم وتعزيز شأنه لدى أجيال اليوم. لن يصل للجامعة التي يرتادها الطلاب الموهوبون والباحثون والمبتكرون الا خريجو المدارس في التعليم العام وبالتالي المعلم في فصله الدراسي لابد ان يكون على قدر التحدي ويواكب هذا التطور والحراك التنموي والاقتصادي ليؤدي واجبه الوطني باقتدار . لن يكتب التاريخ الا سيرة العظماء وكل أمة تقدر وتعلي من شأن معلميها هي التي تبقى خالدة ومؤثرة فلنكن عونا لكل من اختارهم الله لتأدية هذه الأمانة ولنشارك في تهيئة الظروف والبيئة الحاضنة للإبداع والابتكار بمزيد من القرارات التي تعزز من قيمة المعلم وتعلي من شأنه واحترامه وتقديره في المجتمع.

جامعة كاوست التي زرتها يوما ما مع وفد من شركة أرامكو أتذكر جيدا مرافقها ومعاملها ومتاحف متخصصة ومعارض فنية  تدار من قبل شباب وبنات الوطن في استقبال الوفد المرافق ويتحدثون بطلاقة وثقة عالية تدعو للفخر ،أما قاعات المحاضرات فيها تعد معلما حضاريا وعلميا يستحق الإشادة وبكل فخر واعتزاز.

 ومؤخرا تابعت منجزات أبناء وبنات الوطن مع موهبة وكان عدد من الفائزين ممن تلقوا الدعم في البحث العلمي من جامعة كاوست والتي ساهمت في اعتلائهم منصات التتويج التي تليق بالسعوديين وهم يحملون راية الوطن .

نحن في المملكة نمتلك مقومات النجاح الحقيقية لنكون مؤثرين في الحضارة والفكر الإنساني، ولنا كل الحق بأن نفخر بماضينا وحاضرنا ونتطلع الى مستقبل أكثر اشراقا وتميزا في ظل قيادة راشدة حكيمة تحجز لنا مواقع ريادية عالمية تليق بنا حكومة وشعبا ليكون السعودي علامة فارقة في عالم الإنجازات الحضارية