النهار

١٤ نوفمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١٤ نوفمبر-٢٠٢٥       5445

بقلم - عبدالله الكناني

تتواصل مسيرة التميّز السعودي في خدمة ضيوف الرحمن عامًا بعد عام، مجسدةً رؤية القيادة الرشيدة في الارتقاء بخدمات الحج والعمرة، وتطويرها بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030. 
وقد جاءت النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ لتؤكد هذا النهج المستدام، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –أيده الله–، وتنظيمٍ متميز من  وزارة الحج والعمرة  بالتعاون مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، تحت شعار “من مكة إلى العالم”. 
شهد المؤتمر حضورًا نوعيًا واسعًا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بمشاركة أكثر من 150 دولة، واستقبال 204 آلاف زائر، بنسبة نمو تجاوزت 70% عن العام الماضي، ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في كفاءة منظومة الحج السعودية. 
كما شاركت 270 جهة عارضة من القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الثالث غير الربحي، وشهد توقيع أكثر من 3,000 اتفاقية وشراكة استراتيجية لتطوير الخدمات وتحقيق التكامل في تقديمها.
وفي كلمة خادم الحرمين الشريفين –ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة– أكد حرص المملكة على مواصلة النهج التاريخي في خدمة الحرمين الشريفين والعناية بقاصديهما، مبرزًا نجاح حج العام الماضي 1446هـ، وما شهده من تميز في التنظيم والخدمات. 
وجاءت كلمة معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة لتترجم هذا الاهتمام، حيث عبّر عن شكره وامتنانه للقيادة على دعمها المتواصل، مشيدًا برعاية خادم الحرمين الشريفين واهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –حفظهما الله–، الذي جعل من خدمة الحاج والمعتمر محورًا أساسيًا في التطوير المستمر. 
وأشار معاليه إلى أن التعاقدات الأساسية لأكثر من 60% من الحجاج قد أُنجزت مبكرًا، وأن 50% من المشاعر المقدسة أصبحت جاهزة لاستقبال الحجاج مع بداية ذي القعدة القادم، في مؤشر على الجاهزية المسبقة والتخطيط الدقيق. كما أوضح أن تطبيق “نسك” تجاوز عدد مستخدميه 40 مليون مستخدم من مختلف دول العالم، بما يعكس التحول الرقمي الكبير الذي تشهده خدمات الحج والعمرة.
وشهد المؤتمر إطلاق دارة الملك عبدالعزيز أعمال ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين في نسخته الأولى، الذي يوثق الإرث التاريخي للحج بمناهج علمية ورؤية بحثية متجددة، في خطوة تثري الوعي الحضاري والإنساني لهذه الشعيرة العظيمة. 
كما امتدت فعاليات المؤتمر من 9 إلى 12 نوفمبر 2025م، متضمنة أكثر من 143 جلسة حوارية وورشة عمل، شارك فيها خبراء وباحثون ومختصون من مختلف الدول، ناقشوا خلالها تطوير الخدمات التشغيلية والرقمية وتعزيز التجربة الإيمانية لضيوف الرحمن. وبرغم تنوع الموضوعات وتعدد الورش، فقد كان الإعلام السعودي والعالمي حاضرًا بفاعلية في نقل الحدث وتغطية تفاصيله، موثقًا حجم الإنجاز ومستوى التنظيم، ومواكبًا نبض الجلسات والاتفاقيات والحوارات التي شكّلت لبنات تطوير المستقبل. 
واختُتمت الفعاليات بتكريم الناقلات الجوية المتميزة بجائزة ملتزم، وتكريم شركاء النجاح من القطاعات الحكومية والخاصة، إلى جانب جائزة “باحثون في خدمة ضيوف الرحمن” التي تكرّم المساهمين في تطوير الخدمات المقدمة للحجاج.
لقد أثبتت  وزارة الحج والعمرة  من خلال هذا المؤتمر والمعرض أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مهمة موسمية، بل رسالة وطنية تؤدى بأعلى معايير الجودة والحوكمة، وأن التكامل بين القطاعات، ودور الإعلام الواعي، والتحول الرقمي المستمر، هي ركائز نجاح تجربة المملكة التي تنطلق من مكة إلى العالم، بكل فخرٍ وريادة.