محمد سعيد الحارثي

٠١ سبتمبر-٢٠٢٣

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٠١ سبتمبر-٢٠٢٣       34320

أسماء مضيئة في الأدب السعودي (الدكتور عصام خوقير أنموذج)
✒️
محمد سعيد الحارثي ..مكه المكرمه

طبيب الأسنان الروائي والقصصي البارع عصام خوقير لم يخرج هذا الطبيب رحمة الله عليه عن ماهو مألوف للمشتغلين في الأدب في تخصص من يعتبرونه بعيد عن الأدب كالأطباء مثلاُ فنجد هناك نماذج إشتغلت في الأدب وبرعت فيه وحين نستدعي الذاكرة فنجد إسم الطبيب المصري يوسف إدريس ذلك الإسم اللامع الذي نقش إسمه في تاريخ الأدب العربي بأجمل ماكتب من رواية وقصة كذلك الشاعر المصري الكبير الطبيب إبراهيم ناجي صاحب ملحمة الأطلال وغيرهم هو كذلك الدكتور عصام خوقير الذي برع في عالم القصة والرواية والمقالة ولو ان القصة يجد نفسه فيها أكثر من أي جنس أدبي اخر فهو يعتبر من رواد القصة لدينا ومن رواد من كتب للمسرح نص كذلك أسهم بأعماله البارزة للإذاعة السعودية في الكثير من الأعمال التمثيلية مثل "السعد وعد" وغيرها من التي انتجتها الإذاعة السعودية وكان يضفي المتعة بحسه واسلوبه الفكاهي الساخر الذي طغى على كتاباته وهي من روحة المرحة التي إنعكست على اعماله مما أسهم في إنتشار أعماله التي تفوق ١٢ عملاً ادبيا فنجد منها على سبيل المثال لا الحصر قصة "زوجتي وأنا" وقصة مسرحية "الشيطان في إجازة" ورواية "السنيورة" و "زغروطة بعد منتصف الليل" في الحقيقة الدكتور عصام خوقير هو إنعكاس لحالة متشبعة بالمناخ الثقافي والأدبي للمجتمع في مكة السائد انذاك إضافة لكونه من أسرة متعلمة ومثقفة ولأنه إبن مكه الذي عاش فيها ردحاً من الزمان قبل ان يستقر بمدينة جدة تلك المدينة الساحرة الجاذبة للمثقفين والأدباء فصور كل تفاصيل الحياة في المجتمع المكي في حقبة كانت مكه على نمطها القديم بعبقها الزكي بشخوصها وبحاراتها وازقتها واسواقها ومقاهيهها ومبانيها البديعة بطرازها وبإيقاع الحياة فيها الذي لايهدء فإلتقط تلك الصور والمشاهد البانورامية  الجميلة في كتاباته التي مزج فصيحها باللهجة المكاوية المحكية المحببة بأسلوب متناغم بينهما ليثير الدهشة لدى القارئ وكان النقاد لهم رأي في أدب الخوقير ومنهم ماقاله عنه الدكتور عبدالمحسن القحطاني أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز و رئيس نادي جدة الأدبي السابق: "عصام خوقير أديب وروائي وقاص لا تذكر الحركة الروائية والقصصية في المملكة إلا ويذكر اسمه، ولاشك برحيله خسرت القصة واحدًا من روادها المرموقين" وفي كلمة عنه للمربي الفاضل واحد رواد التعليم في مكه الأستاذ عبدالله بغدادي رحمة الله عليه في كلمة ضافية له بمناسبة تكريم هذا الأديب بأثنينية الأديب الأستاذ عبدالمقصود خوجة رحمة الله عليه بتاريخ ٥/٥/ ١٤١٨ هجري قال عنه: "عشق الطب واستهواه الأدب ومَزج الاثنين أدباً قصصياً شهياً وطباً عبقرياً ندياً.. وقل أن يجتمع الإثنان في إنسان إلا صاحب الموهبة تأخذ بصاحبها إلى عالم الإبهار والإيداع.. ورحاب الفن الأصيل والأصالة والمعاصرة "فعصام خوقير".. سيرة عطرة وسنبلة طائبة مثقلة بالجنى المذهب ولألاء من الذكر الجميل والعطاء الجزيل، ووهجٌ من الحب العميق.." وختاماُ أحسنت صنعاً أمانة جدة حين أطلقت إسمه على إحدى شوارع هذه المدينة الرائعة التي أحبها وأحبته