

منى يوسف حمدان الغامدي
ولي العهد ومخطط المراكز اللوجستية
بقلم / منى يوسف الغامدي -
عندما تكون القيادة طموحة ونحلق بعيدا في الأفق الشاسع يكون لنا كل يوم موعد مع الأفكار المبتكرة لتحقيق الرؤية الوطنية العملاقة وتشعرنا في كل لحظة بمزيد من العز والفخر بهذا الوطن وقيادته الرشيدة.
في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله نعيش حالة استثنائية من الإنجازات النوعية والفريدة من نوعها تسابق بنا الزمن لنحقق الريادة العالمية.
وها هو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يطلق المخطط العام للمركز اللوجستية بهدف تطوير البنية التحتية للقطاع اللوجيستي وتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة المملكة كوجهة استثمارية رائدة ومركز لوجيستي عالمي.
هذا المخطط العام للمراكز اللوجستية يعد امتدادا لحزمة من المبادرات المستمرة بهدف تطوير القطاع اللوجيستي لدعم النمو الاقتصادي وتطوير الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.
إضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوسيع فرص توليد الوظائف وترسيخ مكانة المملكة لمركز لوجستي عالمي كونها تمتاز بموقعها الجغرافي الذي يربط ثلاث أهم قارات العالم(أسيا وإفريقيا وأوروبا).
(59) مركزاً لوجستياً بإجمالي مساحة تتجاوز (100) مليون متر مربع ، تتضمن (12) مركزا لوجستياً لمنطقة الرياض، و(12) مركزاً لوجستياً لمنطقة مكة المكرمة، و(17) مركزا لوجستيا للمنطقة الشرقية ، و(18) مركزا لوجستيا لبقية مناطق المملكة، ويجري العمل حالياً في (21) مركزاً على أن تكتمل جميع المراكز بحلول عام 2030.
ودوما لنا وقفة مع لغة الأرقام التي أصبحت رفيقة لنا كشعب سعودي منذ أشرقت شمس الرؤية وتباشير الخير التي ترسم لنا ملامح المستقبل بإنجازات تتحقق ونعقد معها قصصا للنجاح توثق وترصد من قبل الخبراء والمختصون والتي تسعى دوما للتميز والجودة في الأداء بخطط استراتيجية محكمة وترافقها خطط تنفيذية تشغيلية مدعومة بالأهداف الذكية وفق مؤشرات أداء عالية الجودة تحقق معايير التميز في الأداء الحكومي وترافقها حوكمة مؤسسية بمنهجية علمية تستحق أن تكون نبراسا يحتذى به في التجارب الدولية في تقدم الأمم وصناعة الحضارة الإنسانية.
هذه المراكز ستمكن الصناعات المحلية من تصدير المنتجات السعودية بكفاءة عالية، ودعم التجارة الالكترونية لتسهيل الربط بين المراكز اللوجستية ومراكز التوزيع داخل مناطق ومدن ومحافظات المملكة بسرعة كبيرة بالإضافة إلى توفير إمكانية تتبع عالمية وتيسير استخراج تراخيص مزاولة النشاط اللوجيستي وخاصة بعد إطلاق الرخصة اللوجستية الموحدة ومنح الرخصة لأكثر من (1500) شركة لوجستية محلية وإقليمية وعالمية، وإطلاق مبادرة الفسح خلال ساعتين وبالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.
ويمثل قطاع الخدمات اللوجستية أحد الركائز الواعدة للتنوع الاقتصادي والتنموي بالمملكة والذي يشهد العديد من المبادرات النوعية والتطورات الكبيرة التي تستهدف تحقيق نقلة نوعية كبرى نحو تنمية القطاع الخاص وتوسيع اسهاماته الابتكارية والتنموية ، حيث تعمل وزارة النقل والخدمات اللوجستية وفق منهجية تسعى لتنمية صناعة الخدمات اللوجستية وتعزيز استراتيجية الصادرات، وتوسيع فرص الاستثمار وتكريس الشراكة مع القطاع الخاص.
والمملكة اليوم تشهد تقدماً ملحوظاً وتحقق إنجازات تتوالى ترصد عالمياً في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي حيث قفزت المملكة إلى مراتب متقدمة بلغت ( 17) مرتبة فتقدمت إلى المرتبة (38) من بين (160) دولة في مؤشر الكفاءة اللوجستية .
ومن خلال أفضل الممارسات العالمية في هذا القطاع الحيوي تعزز المملكة مكانتها كمركز لوجيستي عالمي حيث شملت إطلاق المنطقة اللوجستية الخاصة والمتكاملة في مطار الملك سلمان الدولي بالرياض وإعلان شركة أبل كأول مستثمر دولي فيها، وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية الوصول بالمملكة إلى قائمة أفضل (10) دول عالميا ضمن مؤشر الأداء اللوجستي بحلول 2030 . ونحن على موعدنا نحلم ونحقق أحلامنا مع قيادتنا الحكيمة التي تعي جيدا قدراتنا وامكاناتنا ونحن قيادة وشعب يليق بنا الصدارة والريادة العالمية وبكل جدارة واقتدار والله معنا يؤيدنا ويسدد خطانا ويحقق لنا طموحاتنا بعزيمة وهمة لا تعرف إلا قمم الجبال وهام السحب.

