محمد سعيد الحارثي
حين يكون الظمأ يكون الإرتواء شعراً
(قصيدة الظمأ)
بقلم:محمد سعيد الحارثي
ظاهرة الشعر الحر (محمد الثبيتي) في الأدب السعودي والشعر الحديث في الجزيرة العربية والذي يكتمل عقده برواده في الوطن العربي والتي أفردت له الصحف والمجلات الثقافية حيز من المساحة لديها لهذه الظاهرة الشعرية ضمن رموز كتب عنها في الوطن العربي والذين أثرو المكتبة العربية بإنتاجهم الغزير وهاهو محمد الثبيتي يُحي فينا جذوة الشعر الحر بدواخلنا ولن تنطفئ هذه الجذوة مادامت روح شعر محمد الثبيتي باقية وهذا نوع من الخلود الذي يسكن الروح وماهذه القصيدة إلا دليل على ذلك وهذا سِفْر من أسفاره المنقوشة في الذاكرة لتخلد وعند ظمأنا فيكون الإرتواء برشفة من هذا الشعر وشعر الثبيتي يجسده إبن الرومي في هذا البيت :
أرى الشّعرَ يُحْيي المجدَ والبأس
والندى تُبَقِّيهِ أرواحٌ لها عَطِراتُ
يقول في قصيدتة (الظمأ) والذي نسجها كما تنسج خيوط الذهب:
اخْتَرْ هَواكَ على هواكَ عَسَاكَ
أَنْ تلقَى هُنَاكَ إلَى الطريقِ طرِيقا
وامْخُرْ صَبَاحَ التِّيهِ مُنفرِداً فَمَا
أحلَى الصَّبَا خِلاّ ً
ومَا أحلى الصَّباحَ رفيقا
فمَتَى ؟
مَتَى كانت ليالي المُدلِجينَ خَلِيلةً
ومَتى
متى كانَ الظَّلامُ صديقا
***
لِلَّهِ مَا تَهْواهُ
بَلْ لِلَّهِ ما تلقَاهُ فِي البطحاءِ
إذَا غَنَّى بهَا طيرُ الضُّحَى
فَتَأَجَّجَتْ طرباً فَبَلَّلَهَا لُعَابُ الشَّمْسِ
فانْقَلَبَتْ حَريقا
فَفَرَرتَ مِنْ قيظِ الشُّمُوسِ
إلى صبَابَاتِ الكُؤوسِ
فمَا ارْتَوَتْ شفتَاكَ من ظَمأٍ
ومَا أبقَيتَ للأقداحِ ريقا
***
ظَمآن
تَسْتَسْقِي الرِّمَالَ
تصُوغُ مِن آلامِهَا قدَحاً
ومِن آمالِهَا إبرِيقَا
***
أرأيتَ إذْ تَمْتَدُّ أعناقَ الرِّفاقِ
إلى المحاقِ
يلوحُ في أقصى الظّلامِ
يرونهُ برقاً... وأنتَ ترى بَرِيقا
فارْتَبْتَ في الأوطانِ
"لا تحمي العليل مِنَ الرَّدى"
وارْتَبْتَ في الشُّطْآنِ
"لا تَشْفي الغليل مِنَ الصَّدى"
فَذَهبْتَ في بحرِ الجنونِ
عمِيقَا
***
ومضيتَ
لا تلوِي على أحَدٍ
ولا تأوِي إلى بلَدٍ
وترمي نحو آفاقٍ مِنَ الرُّؤيَا
خُطى مَغلُولةً
وهَوى طَلِيقَا
***
مَاذَا هُنَا لِلمُسْتَجِيرِ مِنَ الهَجِيرِ؟
طَعَامهُ ورَقٌ
مَاذَا هُنَا لِلمُسْتَجِيرِ مِنَ الهَجِيرِ؟
منامُهُ أرَقٌ
مَاذَا هُنَا لِلمُسْتَجِيرِ مِنَ الهَجِيرِ؟
مُدَامُهُ مُوسِيقَى