النهار
بقلم - لواء. م. عبدالله ثابت العرابي الحارثي
في زمن تقل فيه المودة وتتراجع فيه مشاعر القرب والمحبة عند البعض، يبقى التعبير عن الحب والمودة للأخ والصديق والأهل سُنّة يُثاب عليها الإنسان، ووسيلة لتقوية الروابط الإنسانية. فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله لمعاذ بن جبل: (يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك)، فتخيل شعور معاذ في تلك اللحظة، وعمق أثر كلمات المحبة الصادقة على قلبه وروحه.
الإعلان عن الحب ليس ترفًا ولا ضعفًا، بل هو من كمال الإيمان، ووسيلة لتعزيز التلاحم الاجتماعي والنفسي. الدراسات الحديثة أكدت أن التعبير عن المشاعر بالود والكلمة الطيبة والسلوك الحنون له أثر إيجابي مباشر على من توجه إليه، يزيد شعوره بالتقدير والانتماء، ويعمق العلاقات الإنسانية.
للأسف، نعيش في زمن جفت فيه المشاعر عند كثيرين، وقلّت المودة، بسبب تحفظ البعض على وصف مشاعرهم، أو حصر كلمة “الحب” في العلاقات العاطفية فقط. فكم من أخ، أو صديق، أو قريب، يحتاج إلى سماع كلمة تقدير أو محبة، ويظل يجهل مقدار ما تكنّه له من مشاعر صادقة، إلا إذا بادر الإنسان بالإعلان عنها.
التعبير عن الحب والود لا يقتصر على العاشقين، بل يشمل الأهل والأصدقاء والأبناء والزوجة والأخوة. فحين تقول لمن تحبه: “أحبك” أو “أقدرك” أو “أنت غالي على قلبي”، فإنك تمنحه أمانًا نفسيًا، وتزرع في قلبه السعادة والراحة، وتحقق رابطًا إنسانيًا رصينًا يدوم.
لذلك، لا تخف من إعلان حبك ومودتك لمن حولك، فهو عبادة ومصدر للسعادة والطمأنينة، وركيزة أساسية لعلاقات صحية ومجتمع مترابط. المحبة المنطقية والمعلنة ليست ضعفًا، بل هي قوة تُثمر الوفاء والاحترام والتقدير المتبادل.