عبدالله الكناني

٢٨ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : عبدالله الكناني
التاريخ: ٢٨ سبتمبر-٢٠٢٥       15235

بقلم :عبدالله الكناني 

كلمة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، جاءت لتؤكد الدور السعودي المتنامي في صياغة المشهد الدولي، وترسيخ مكانة المملكة كقوة فاعلة تحمل رسائل السلام وتبادر بالعطاء.

لقد أعاد سموه التذكير بأن المملكة لم تكتفِ بعضويتها المؤسسة للأمم المتحدة كإرث تاريخي، بل جعلت منه التزامًا حاضرًا تُترجم فيه مبادئ الميثاق إلى أفعال، فكانت المساعدات الإنسانية التي تجاوزت 141 مليار دولار شاهدًا على أن العطاء السعودي لا تحده الجغرافيا.

القضية الفلسطينية تصدرت الكلمة بثباتٍ ورؤية عملية، إذ شددت المملكة على أن الحل العادل والدائم لا يكون إلا وفق القوانين الدولية، وأن تقاعس المجتمع الدولي يفتح أبواب الفوضى. وما يميّز الموقف السعودي هو انتقاله من المبدأ إلى الفعل عبر مبادرات نوعية مثل إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين وترؤس المؤتمر الدولي للتسوية السلمية بالتعاون مع فرنسا.

كما برزت رؤية المملكة المتوازنة تجاه قضايا الأمن الإقليمي والدولي، من منع الانتشار النووي وحماية الممرات المائية إلى التحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي العسكري والدعوة لتشريعات تنظم استخدامه. وعلى المستوى العربي، حمل الخطاب رسائل دعم صادقة لوحدة الأوطان العربية واستقرارها، من سوريا واليمن إلى السودان وليبيا ولبنان، وهو نهج يثبت أن المملكة ركيزة الاستقرار الإقليمي.

وفي الختام، أضاءت الكلمة على مسيرة المملكة التنموية تحت رؤية 2030، وما تحقّق من تمكين للشباب والمرأة، وتوسيع للتسامح، ومبادرات ريادية لمواجهة التغير المناخي، وصولًا إلى تأسيس المنظمة العالمية للمياه في الرياض.

إنها كلمة لم تكتفِ بوصف الواقع، بل رسمت ملامح المستقبل، وقدّمت للعالم صورة المملكة كما هي: وطن يقود بالاعتدال، ويؤمن بالسلام، ويضع التنمية المستدامة في صميم رسالته للعالم.