النهار

١١:٤٠ ص-٢٠ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١١:٤٠ ص-٢٠ سبتمبر-٢٠٢٥       4180

بقلم: د. أحلام عبدالله العتيبي 

في الثالث والعشرين من سبتمبر، يشرق يوم الوطن ليحمل معه ذكرى ميلاد المملكة العربية السعودية، ذلك اليوم الذي أعلن فيه  الملك عبدالعزيز  بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – توحيد البلاد تحت راية واحدة، وبداية عهد جديد لوطنٍ وُلد من رحم الصعاب، وارتسم في ذاكرة التاريخ كأعظم قصة وحدةٍ وبناء.

لم يكن  الملك عبدالعزيز  قائدًا عاديًا، بل كان رجل رؤية وإرادة، حمل في قلبه إيمانًا عميقًا بوطنه، وقال: “أنا رجل عمل إذا عزمت على شيء أنفذه”. وبتلك العزيمة حوّل التشتت إلى وحدة، والضعف إلى قوة، فأسس دولة حديثة مستقلة، تقوم على الشريعة وتستشرف المستقبل.

آمن المؤسس أن العدالة هي ركيزة الحكم الصالح، فكان يردد: “أنا لا أحب أن يُظلم أحد في سلطتي، ولو كان ضعيفًا، ولا أحب أن يأخذ أحد حق غيره ولو كان قويًا”، وبهذه القيم بنى مجتمعًا تسوده الطمأنينة، وأرسى أمنًا استثنائيًا في منطقة مضطربة.

وكان  الملك عبدالعزيز  مدركًا أن النهضة لا تقوم إلا على العلم، فقال: “العلم لا بد منه، وهو الطريق إلى قوة الأمة ورفعتها”، فبنى المدارس، وأسس نظامًا للتعليم، وغرس في الأجيال حب التعلم، واضعًا الأساس لبناء وطنٍ يعتز بأبنائه قبل أي شيء آخر.

ومن أبرز إنجازاته اهتمامه العظيم بالحرمين الشريفين، فوسع خدماتهما واهتم براحـة ضيوف الرحمن، ليجعل المملكة قلب العالم الإسلامي ومهوى أفئدة الملايين من المسلمين.

وترك لنا المؤسس كلمات تبقى نبراسًا للأمة، منها قوله: “أنا لست بخائف على هذه البلاد من قلة المال والرجال، ولكن خوفي عليها من سوء الإدارة”. وهي وصية ما زالت تذكّرنا أن الأوطان تبنى بالكفاءة والإخلاص قبل أي شيء آخر.

إن احتفالنا باليوم الوطني ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو عهد يتجدد بالوفاء للمؤسس العظيم، و لقيادتنا الرشيدة، وتجديد لعزيمتنا في خدمة وطنٍ شامخٍ يزداد قوة وعزة عامًا بعد عام.

معلومات عن الكاتبة: حاصلة على دكتوراه في التاريخ السعودي