محمد سعيد الحارثي

١٢ أغسطس-٢٠٢٣

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ١٢ أغسطس-٢٠٢٣       28325

الوعي بأهمية الفن التشكيلي.. حضاري 

الفنون بأنواعها المتعددة هي جزء من ثقافة وحضارة الشعوب ومن ضمنها الفن التشكيلي الذي يعد من الفنون المتجذرة في تاريخ الإستيطان البشري ويأتي في مقدمة الفنون ويتميز هذا الفن عند المبدعين من الرسامين بأنه يختزل لنا حالة المجتمعات القديمة والمعاصرة في حياتها وأنماط سلوكها ووجوهها التي ترتسم عليها ملامح البؤس والفرح والفقر والترف والسعادة والحزن وإنكسار الروح وإنتصارها ويأتي إبداع الرسام ليس في الرسمة فقط ولكن في الفكرة التي تأتيه من مخيلته الخصبة والذوق الرفيع للفنان وبرع رسامو أوروبا القدماء في هذا الفن لأسماء لامعة مثل بيكاسو ودافنشي وفان جوخ وعراقة هذا الفن في أوروبا هو منذ القدم ولعدة قرون بدءً من القرن الخامس عشر للميلاد فنجد ثقافة الوعي بأهمية هذا الفن في المجتمعات الأوروبية والغرب بصفة عامة مرتفعة ولا يقارن بغيره من المجتمعات الشرقية بما فيها البلاد العربية لكن بنسب متفاوته وبالنسبة لدينا لايزال هذا الفن التشكيلي بصفة عامة لا يلقى القبول عند شريحة كبيرة من مجتمعاتنا العربية ربما لعدة أسباب ومنها الثقافة بأهمية هذا الفن والوعي به بل نجد بأن هناك نظرة إزدراء لهذا الفن حتى اننا نجد المعارض التي تقام لدينا لا نجد عليها إقبال سوى لدى شريحة قليلة من المهتمين والمتذوقين بهذا الفن بينما نجد عليه إقبال في أوروبا من الجمهور لأن جذوره قديمة لديهم من قبل نشوء مسمى دولة في محيطهم الجغرافي كذلك يوجد في بعض من بلدان أسيا مثل الهند وفي جنوب وشرق أسيا ومن أهمها الصين واليابان وبالنسبة للعرب ربما من أسباب عدم الوعي بهذا الفن أعتقد أن الحالة الإجتماعية في البلاد العربية منصرفه عن هذا الفن بتأمين قوتها اليومي والأمية المتفشية وكانت تفتقر لهذه الثقافة لحركة الفن التشكيلي طبعا هذا قبل نشوء مسمى الدولة الوطنية الحديثة للعرب علما بأن بلاد العرب لاتقل عن اوروبا إن لم تكن أقدم بهذا الفن المدون في تاريخها القديم من نقوش ورسومات ومنحوتات وهي موجودة كمعالم حضارية شاهدة على ذلك وهي لحضارات تعاقبت على بلاد العرب من بلاد مصر وبلاد الرافدين والجزيرة العربية وبلاد الشام ولم يبدء الإهتمام بهذا الفن إلا ما بعد الدولة الوطنية وبدءت إرهاصاته مع مطلع القرن التاسع عشر كذلك نجد ان أجزاء من تضاريس بلاد العرب هي صحراوية جافة في مجملها أوجدت هذه البيئة لدينا والتي كان لها تأثير بتشكيل هذا الوعي السلبي وبالتالي إنعكست على الأجيال إلا من فئة مثقفة واعية تؤمن بأهمية هذا الفن خرجت من هذه البيئة ومع بداية القرن العشرون أوجدت معاهد للفن التشكيلي لتعليمه بطريقة منهجية علمية للموهبين كذلك من خلال الإبتعاث لأعرق المعاهد والأكاديميات للفنون الجميلة الموجودة في اوروبا

محمد سعيد الحارثي
mhmdsdlhrth@gmail.com