النهار

١١:٥٨ م-٢٤ أغسطس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١١:٥٨ م-٢٤ أغسطس-٢٠٢٥       9295

بقلم: فوز الرحيلي
الكرة السعودية اليوم تبدو في أبهى صورها على الشاشات العالمية: نجوم عالميون يتدفقون إلى أنديتنا، عقود ضخمة تبرم، وأضواء الإعلام لا تنطفئ عن الدوري السعودي، لكن خلف هذا المشهد المترف، تختبئ أزمة صامتة: "أين اللاعب السعودي من كل ذلك؟."

ثمانية مقاعد للأجانب في كل نادٍ جعلت اللاعب المحلي مجرد خيار ثانوي، الأندية تركض وراء النتائج السريعة، تشتري البطولات بدلاً من أن تصنعها، وتراهن على أسماء أوروبية وأمريكية جنوبية، بينما المواهب السعودية تذبل على مقاعد الاحتياط، من المستفيد؟.

المدرب الذي يبحث عن النجومية السهلة، ومن الخاسر الأكبر؟ المنتخب الوطني الذي يدخل البطولات بلا لاعبين جاهزين للرهان.

النصر استقدم رونالدو وفليكس وماني، والهلال جمع كتيبة من النجوم، والاتحاد والأهلي يسيران في ذات النهج، هذه السياسة صنعت فرقاً مليئة بالخبرة الأجنبية، لكنها قلّصت مساحة اللاعب المحلي حتى في مركزه الطبيعي.

كيف يمكن أن نتصور مهاجماً سعودياً يسطع والفرق تزج بمهاجمين عالميين من الطراز الأول في كل مباراة؟ كيف سيظهر صانع ألعاب سعودي إذا كان الملعب يدار بأقدام أجانب من دوريات أوروبا؟

الحديث عن “التعلم من النجوم” لا يكفي، التدريب بجانب رونالدو أو كومان جميل على الورق، لكن القيمة الحقيقية تأتي من اللعب تحت الضغط في المباريات، اللاعب السعودي لن يكتسب خبرة حقيقية وهو جالس على الخط يصفق لزملائه الأجانب.

لقد آن الأوان لصرخة صريحة: "إن لم تُفرض سياسات تحمي اللاعب السعودي وتضمن له حقه في الملعب، فإننا سنصحو على دوري عالمي براق، لكن منتخب وطني باهت لا يليق تاريخنا".
 
قوة أي دوري لا تقاس فقط بالأسماء الأجنبية التي تجذب الأنظار، بل بالقدرة على صناعة نجوم محليين يحملون المنتخب ويصنعون الإنجاز.

إذا واصلنا السير على النهج الحالي بلا توازن، فسنكتب بأيدينا شهادة “التبعية الكروية”، دوري سعودي بتمويل سعودي، ونجوم أجانب، وجماهير سعودية… لكن بلا أبطال سعوديين.