محمد سعيد الحارثي

٠٥ أغسطس-٢٠٢٣

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٠٥ أغسطس-٢٠٢٣       34100

الإيثار خلق نبيل من طبع النفس الكريمة

هذه الصفة ماكل إنسان يتصف بها ولا نجدها إلا في النفس الكريمة المتجردة من الأنا وهي تعبر عن مدى تحلي نفس المرء بالحب للغير فلا تكره ولا تميز بين الناس فتجدها تهب وتعطي وهنا اتحدث عن الشخص الذي عنده من المال اوالزاد الذي هو في نطاق حاجته له لا أتحدث عن ميسور الحال وهم فيهم كرماء وكيف أنه يؤثر على نفسه للغير؟ حتى لوكان هو في أمس الحاجة للشيئ الذي يقدمه وتعتبر هذه الصفة من الصفات النادره في زمننا هذا وليس كل شخص يتصف بهذه الصفة إلا من كان سامي النفس كريم الأخلاق والنكران للذات ليتجرد منها والشعر عبر في هذا البيت  لمن يتصف بهذه الصفة العظيمة صفة الإيثار بقوله: 

فلو على قدر حبِّ المرءِ  تؤثـــــره 
ما كان إيثارُ خلقٍ فوقَ إيثـــــــــــــاري

فما أحوجنا أن نربي أبنائنا على هذه الصفة النبيلة في نفوسهم ونغرسها فيهم ولاسيما مما نشاهده ونراه بأن حب النفس طغى على كثير من الناس وجبلت أخلاقهم عليه لدرجة النرجسية وهذه صفة مذمومة لاتتسق مع أخلاق العرب وهي ليست من الهدي النبوي. 
وصفة الإيثار لها أوجه عديدة تقدم بعدة طرق ك سلوك وهنا يقدمها لنا الشاعر بوجه آخر في قوله:      

وإنِّي لأستحيي مِن الله أن أُرَى
بحال اتِّساعٍ والصَّديق مُضيق

محمد سعيد الحارثي