محمد سعيد الحارثي
الإيثار خلق نبيل من طبع النفس الكريمة
هذه الصفة ماكل إنسان يتصف بها ولا نجدها إلا في النفس الكريمة المتجردة من الأنا وهي تعبر عن مدى تحلي نفس المرء بالحب للغير فلا تكره ولا تميز بين الناس فتجدها تهب وتعطي وهنا اتحدث عن الشخص الذي عنده من المال اوالزاد الذي هو في نطاق حاجته له لا أتحدث عن ميسور الحال وهم فيهم كرماء وكيف أنه يؤثر على نفسه للغير؟ حتى لوكان هو في أمس الحاجة للشيئ الذي يقدمه وتعتبر هذه الصفة من الصفات النادره في زمننا هذا وليس كل شخص يتصف بهذه الصفة إلا من كان سامي النفس كريم الأخلاق والنكران للذات ليتجرد منها والشعر عبر في هذا البيت لمن يتصف بهذه الصفة العظيمة صفة الإيثار بقوله:
فلو على قدر حبِّ المرءِ تؤثـــــره
ما كان إيثارُ خلقٍ فوقَ إيثـــــــــــــاري
فما أحوجنا أن نربي أبنائنا على هذه الصفة النبيلة في نفوسهم ونغرسها فيهم ولاسيما مما نشاهده ونراه بأن حب النفس طغى على كثير من الناس وجبلت أخلاقهم عليه لدرجة النرجسية وهذه صفة مذمومة لاتتسق مع أخلاق العرب وهي ليست من الهدي النبوي.
وصفة الإيثار لها أوجه عديدة تقدم بعدة طرق ك سلوك وهنا يقدمها لنا الشاعر بوجه آخر في قوله:
وإنِّي لأستحيي مِن الله أن أُرَى
بحال اتِّساعٍ والصَّديق مُضيق
محمد سعيد الحارثي