جيلان النهاري

٠٧:١٥ م-٣١ يوليو-٢٠٢٣

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ٠٧:١٥ م-٣١ يوليو-٢٠٢٣       54890

المطاعم الكلاسيكية السعودية وإستمرارية جودتها لتصل إلى العالمية.

بقلم: جيلان النهاري 
 

المطاعم الوطنية الكلاسيكية، وإستمراريتها في تقديم أعلى معايير الضيافة وجودة الطعام المقدم مقارنة مع المطاعم الملاسيكية المشهورة في كل دولة من دول العالم المتقدم أستعرض هنا بعض المقارنات والملاحظات والرأي دون ذكر لأسماء أي منها.
رأينا في بلادنا مطاعم كثيرة تبدأ بجودة الطهي في نكهة الطعام رغم غياب جودة الخدمة في الضيافة والتقديم المحترف لأصنافهم التي يتميزون فيها، وبالخصوص الكلاسيكية التي تقدم الأطعمة المشهورة لكل منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة، فقد نجد بعد فترة من الزمن وبدايتها القوية نجد هناك الذهاب إلى ضعف في جانب جودة الطهي أيضا.
أكاد أعزو ذلك إلى غياب توارث المهنة في الأسرة، والإعتماد على العمالة الوافدة المستخدمة في مطابخ إعداد هذه الأطعمة، وكذلك تغييرهم اي العمالة الوافدة حسب عقود العمل فيؤثر ذلك على الحفاظ على النَفَس المميز في إعداد الأصناف وطبخها ، بينما في المطاعم الكلاسيكية المشهورة في دول العالم نجد المطاعم تحمل إرث تاريخي و يعزز بقاء إستمراريتها في تقديم نفس جودة الخدمة والطعام المطهو بنفس النكهة التي تحمل النَفَس المعروف لها على مدى تاريخها بدون تغيير، وذلك من خلال تحمل الأسرة إرث تقديم نفس النكهة إلى مئات السنين من يوم تأسيس المطعم وإستمراره عبر أجيال للأسرة التي حملت على عاتقها الإلتزام بمعايير جودة هذا الإرث الكلاسيكي في فنون الطبخ، حيث لا يتم إعتماد أي عامل وافد في أخذ مبادرة إعداد الطبخات والاكلات التي أشتهرت بها تلك المطاعم العالمية، كما أنهم حتى لا تتأثر قيمة التميز في نكهات الطبخ تجد هذه الأسر لا ترغب في إفتتاح فروع لهم ويكتفون بموقع واحد لا يتغير،  حتى تجد عندهم عبق التاريخ لهذه المطاعم وقيمتها في ديكوراتها التي تبقى محافظة على هويتها وأناقتها ونظافتها دون أي تغيير وإنسلاخ عن شكلها منذ إنشاءها وإنطلاقتها.
فعندما تزور بلدا في أوروبا أو آسيا أو حتى في أدغال إفريقيا تبحث عن مثل هذه المطاعم الكلاسيكية، والتي تجد أغلب زوارها من أصحاب الذوق الرفيع والمكانة الإجتماعية، بينما مطاعمنا الكلاسيكية الوطنية عبارة عن فوضة في الحركة والخدمة وسوء التنظيم، وغالب الرواد من أشخاص يزورون المكان لمرة ومرتين وبعدها لا يعودون، وأعتقد ذلك بسبب إختلاف نكهة نفس الطعام المقدم أو لنقص في أداء تقديم الخدمة.
بينما نجد أن المطاعم العمالية الرخيصة في أطعمتها المنتشرة في مدن وقرى الوطن رغم افتقادها إلى التنظيم وجودة الطعام كمطاعم الوجبات الخفيفة مستمرة رغم كل العيوب ونقص الإلتزام بمواصفات وشروط تقديم الخدمات بشكل مقبول.

ومن هنا أشير إلى وزارة الثقافة ممثلة في هيئة فنون الطهي إلى تجهيز فرق متخصصة في هذا الشأن حتى نرتقي بقيم ومكانة مطاعمنا الكلاسيكية، بجانب الأجهزة الرقابية عليها مثل هيئة الغذاء والدواء وأقسام الرقابة البلدية التابعة للأمانات والبلديات، أوحتى تشكيل لجان تعني بسلامة وجودة الغذاء والتي بالتأكيد موجودة هيئة مخصصة لذلك تابعة لوزارة الزراعة وكذلك اشراك هيئة الصحة العامة لنصل إلى جودة غذائية متكاملة تقدم عبر هذه المطاعم.
علما أن التسمم الغذائي يتكرر ويتم التنبه له متأخرا وبعد حدوث الخطر، ويكلف هذا الكثير من الخسائر الصحية والعلاجات التي قد نستطيع تجنبها.