

النهار
بقلم- د.طارق بن حزام
في زوايا البيوت وعلى طاولات الحوار وفي نظرات العتاب أو لحظات الصمت يتكرر المشهد ذاته: صراع هادئ أو معلن بين جيلين جيلٌ يقول: كنّا نحترم ونسكت وجيلٌ يردّ: نريد أن نفهم ونتكلّم، لكن دعونا نتوقّف لحظةً دون دفاعٍ أو هجوم ونسأل أنفسنا بصدق: هل أحدنا مخطئ تمامًا؟ وهل الآخر على صوابٍ مطلق؟ الحق أنَّنا جميعًا نحمل جزءًا من الصواب، وشيئًا من،الخطأ ولهذا دعونا نتفاهم.
الجيل القديم:
كان زمنهم يُربِّي بالصمت تُقال الكلمة مرّة فتُحفر في، القلب، والعقل يخجل الابن أن ينظر في عين أبيه لا من قهر بل، من، هيبة كانت القيم، واضحة الطاعة الاحترم التقديرلكنهم دون، أن، يشعروا أورثونا الخوف من السؤال
وجعلوا من بعض الممنوعات، مسلّمات فظنّوا أن، السكوت دائمًا حكمة ونسوا أن العالم سيتغيّر.
الجيل الجديد:
هو جيل السرعة والوضوح يريد أن يسأل ويُجاب أن يعبّر دون، أن يُوبّخ، أن يُقنع قبل، أن، يُطيع، هو لا يُسيء لكنه، يرفض، أن، يُعامَل كصدى، لغيره، لكنه، دون، قصد أسرف، في، المطالبة وضعف، في التحمُّل واعتقد أن كل اختلاف، هو ظلم، ونسي، إن، الحكمة والتجربة لا تُشترى من، الإنترنت، بل، تكتسب، من، مرارة الحياة بيننا فجوة لكنها ليست سدًّا نحن لا نحتاج إلى أن يُشبهنا الجيل الجديدولا أن نُعيد صنع القديم في وجوه جديدة نحن بحاجة إلى لغة تُفهَم لا أوامر تُنفَّذ وإلى حوارٍ نزيه لا حكمٍ مسبق، التقارب يبدأ حين، يتواضع، الكبير ليُصغي، لا ليفرض، ويحترم الصغير مَن سبقه لا ليُقلِّده بل ليفهمه ولنتذكّرأن اختلاف، الأجيال، سُنّة من، سُنن، الحياة لا نهايتها.
رسالة:يا كل أبٍ وأم ويا كل ابنٍ وابنة لا أنتَ مخطئ دائمًا ولا أنا على، صواب، دائمًا لكنّنا نستطيع أن نكون أوفى لبعضنا حين نتفاهم فنُكمل لا نتصادم ونتقارب لا نتهاجر وإن اختلف الزمان فإن القلوب لاتزال قادرة على اللقاء حين نتواضع لنفهم، بعضنا لا لنتغلّب على بعضنا حينها فقط نبني جسرًابدل أن، نحفرخندقًا فلنترك لغة اللوم ونبدأ بلغة الفهم والاحترام لا أنتَ مخطئ ولا أنا على صواب دعونا نتفاهم.

